ولا صبوة ولا استهتار
إن حان منك يوما صغار
وذل العصاة والذل عار[108-أ]
د في فعله وما عنه جاروا
ق على الخلق عندهم إيثار
روي عنه ولا لهم اختيار
حمدت في الملأ لهم أثار
حصلوا يا أخي وهم أنصار
له درهم ولا دينار
بما سار في البرية ساروا
بعد الرغام والأحجار
بدن والخيار والأخيار
طل فينا الشموس والأقمار
ثم جلوا والسنة المضمار
لرشاد وبالبنان يشار
ل صلاة وشمسها وسميها مدرار)) (1)
انتهى كلام القاضي. [67أ-ج].
وكان صاحب الترجمة شديد التواضع مطرحا للأعراف بالكلية لا يرى لنفسه حقا، ولا يعرف الكبر أصلا يجيب كل من دعاه من صغير وكبير، وعظيم وحقير، وله أخلاق نبوية، وسمات من الوقار والصمت مرضية، مع شرف نفس وعلو همة.
وكان جليل القدر فخيما له جلالة في صدور الناس، ومحبة عظيمة في القلوب يشتاق إلى مجالسته كل أحد ويتبركون بحضوره ويتشرفون به[109-أ] وأراده المتوكل على الله القاسم بن الحسين على الرئاسة وتزويجه بإحدى بناته فأبى من ذلك، ومع اشتغاله بالمدارس فهو في جيل أهل الخيل فارس أي فارس لم يزل مطيا في محراب مضمارها مجليا على الأقران إذا تلعب بخطىي خطارها، لا يجاريه فارس في ميدان، ولا يباريه أحد في تصريف العنان، ثم ترك ذلك وأقبل على الجمع والتأليف والإفادة [36ب-ب]والإجتماع بإخوانه، وكان من جلال قدره وتحقيقه في علم التجويد ربما حضر للعرض على بعض مشايخ مشائخ القرآن وزاحم طالبي التجويد من الصبيان.
[بعض مشايخه مشايخه]
पृष्ठ 197