١- قد تفوته أحاديث منكرة، أو أجزاء منها فيها نكارة: ففي حديث أنس: لما نزلت آية الحجاب ... «الحديث (١) . نص على أن سلما العلوي ليس له متن منكر، وبين لي جمع طرق الحديث أن هناك نكارة في موضعين هما:» ورائك يا بني «وقوله:» فجئته بمرقة فيها قرع «. فالموضع الأول تفرد بتلك الزيادة سلم العلوي وحده مخالفا بذلك خمسة أئمة روايتهم جميعا في الصحيح (٢)، لو جاء مئة من أشكال سلم العلوي مقابل واحد منهم لقبل حديثه دونهم وهم: أبو مجلز، والزهري، وعبد العزيز بن صهيب، وحميد، وثابت.

وأما الموضع الثاني: فقد اضطرب فيه، فمرة يقول:» فجئته بمرقة فيها قرع «وفي أخرى:» أتي بقصعة «بالبناء على ما لم يسم فاعله، وبمقارنة نص المؤلف مع رواية الصحيحين (٣) عن أنس ظهر أنه منكر، إذ الذي جاء بالمرقة هو رجل آخر غير أنس.

٢- قد يسوق حديثا في ترجمة ضعيف، وفي سنده من هو أضعف منه: فحديث ابن عباس مرفوعا:» أشراف أمتي حملة القرآن «(٤) ساقه في ترجمة سعد بن سعيد الجرجاني، وفي سنده: نهشل القرشي كذبه الطيالسي، وابن راهويه (٥) .

(١) انظر: الكامل (٣ / ١١٧٦) .

(٢) رواية أبي مجلز، والزهري أخرجها الشيخان: البخاري في كتاب التفسير رقم (٤٧٩١)، وفي كتاب النكاح رقم (٥١٦٦)، ومسلم جميعا في كتاب النكاح (٢/١٠٥٠) . وأخرج البخاري وحده رواية عبد العزيز بن صهيب، وحميد في كتاب التفسير رقم (٤٧٩٣) ورقم (٤٧٩٤) . وأخرج مسلم وحده في كتاب النكاح رقم (١٤٢٨) طريق حميد.

(٣) رواية البخاري في كتاب الأطعمة رقم (٥٤٣٩)، ورواية مسلم في كتاب الأشربة (٢٠٤١) .

(٤) انظر: الكامل (٣/١١٩٤) .

(٥) انظر: تهذيب التهذيب (١٠/٤٧٩)، وخلاصة الخزرجي (٤٠٤) .