ولكن كيف تجدونها إن لم تسعوا إليها في قلب الحياة؟
لأن البومة التي لا تفتح عينيها إلا في الظلمة، البومة العمياء عن نور النهار، لا تستطيع أن تنزع الحجاب عن أسرار النور.
فإذا رغبتم بالحقيقة في أن تنظروا روح الموت، فافتحوا أبواب قلوبكم على مصاريعها لنهار الحياة؛
لأن الحياة والموت واحد، كما أن النهر والبحر واحد أيضا؛
ففي أعماق آمالكم ورغباتكم تتكئ معرفتكم الصامتة لما وراء الحياة.
وكما تحلم الحبوب الهاجعة تحت الثلوج بالربيع، هكذا تحلم قلوبكم بربيعها؛
لذلك فلتكن ثقتكم عظيمة بالأحلام؛ لأن بوابة الأبدية مختفية فيها.
أما خوفكم من الموت فهو أشبه بارتعاش الراعي الواقف أمام الملك الذي يريد أن يرفع يمينه فوقه لكي يكرمه وينعم عليه بوسام الرضى والفخر.
أفلا يفرح الراعي مع ارتعاشه لأن مليكه يقلده وسام الشرف والرضى؟ ولكن ألا يشعر مع ذلك بارتعاشه وخفقان قلبه؟
وهل موت الإنسان هو أكثر من وقوفه عاريا في الريح وذوبانه في حرارة الشمس؟
अज्ञात पृष्ठ