नबी मूसा और ताल अल-अमरना के अंतिम दिन (भाग एक): एक ऐतिहासिक भौगोलिक नस्लीय धार्मिक विश्वकोश
النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
शैलियों
ونترك عثمان يستمر في سرد رؤيته لنعود إلى بدايته، حيث يجد ثلاثة إصحاحات خارج سياق الرواية، وضمنها ما ورد في الإصحاح الخامس عن استيلاء داود على أورشليم، ويقول هذا الإصحاح: «ذهب الملك ورجاله إلى أورشليم سكان الأرض، وأخذ داود حصن صهيون، هي مدينة داود.» وعاش داود في الحصن وزاد من تدعيمه، وبدلا من القتال المستمر بينه وبين الفلسطينيين، نجد فجأة قصة حروب عظيمة، خاضها داود ضد تحالف أعظم، ضم ملوك كنعان وبلاد الشام، ويقوم داود هنا بدور البطل المغوار المهاجم، الذي يغزو كل الممالك الواقعة بين النيل والفرات، وتقول النصوص المقحمة على حكاية داود الأصلية، إن مركز اللقاء الحربي قد حدث عند مدينة ربة (بالعربية: ربطة/الرباط [المؤلف])، وكانت عاصمة بلاد عمون الواقعة شرقي نهر الأردن، ويحتمل أنها عمان الأردن الحالية، وتحكي القصة أن ملك هذه المدينة توقع مهاجمة داود له، فقام بجمع ملوك دويلات بلاد فلسطين والشام تحت قيادة هدد أو حدد عزر ملك واحدة من الممالك الآرامية، وتجمعت جيوش الأحلاف عند ربة بني عمون، وقسمت نفسها قسمين: واحد داخل أسوار المدينة والآخر خارج المدينة على الأرض المكشوفة بالجوار منها، وفعل داود ذات الأمر، فقسم جيشه قسمين، وعند الالتحام العسكري هربت جيوش التحالف المتجمعة في الأرض المكشوفة، وأسرعت مع ملوكها بدخول المدينة المحصنة، وأغلقوا الأبواب؛ مما اضطر داود لفرض الحصار عليها، وترك جيوشه تحاصر مدينة ربة، وعاد إلى أورشليم ينتظر استسلامها، وبالفعل تمكنت جيوشه من فتح مدينة ربة، فجمع داود كل الشعب وذهب إلى ربة وحاربها وأخذها وأخذ تاج ملكهم عن رأسه، ووزنه وزنة من الذهب مع حجر كريم، وكان على رأس داود، وأخرج غنيمة المدينة كثيرة جدا (صموئيل ثاني، 12: 29، 30).
7
ورغم الهزيمة التي مني بها التحالف، نجد حدد عزر ملك صوبة الآرامية موجودا، وينظم التمرد ضد داود؛ مما يشير إلى وجوب استنتاج أنه هرب بجلده من الهزيمة عند ربة عمون، لكن داود يتمكن مرة أخرى من هزيمته، عندما سار إلى شمال سورية، حين ذهب «ليرد سلطته عند نهر الفرات.» ونصب داود تذكارا (أقام لوحة/نصبا تذكاريا) عند نهر الفرات، يخلد بها انتصاراته الكبرى، وبعد هذا النصر المؤزر، استسلمت لداود كل ممالك التحالف السوري الكنعاني، وأصبحوا من أتباعه «ولما رأى جميع الملوك عبيد هدد عزر، أنهم انكسروا أمام إسرائيل، صالحوا إسرائيل واستعبدوا لهم.» ومن ثم قام داود ينشر حامياته العسكرية في سورية وكنعان، ليضمن سيطرته عليها، ولضمان تدفق الجزية في مواعيدها.
8
ويرى عثمان أن كل ذلك السرد البطولي، لا علاقة له بداود الإسرائيلي بل بتحتمس/تحوت/ضحوت المصري، ويحكي: «وكان الملك أحمس قد بدأ حكم الأسرة 18 في مصر عام 1575ق.م. عندما طرد ملوك «الهكسوس الكنعانيين» من مصر (مسألة أن الهكسوس كنعانيون بهذا القطع، نخالف فيها عثمان كما سيظهر من السير في بحثنا هذا [المؤلف]) ... وجاء آمنحتب الأول فخرج إلى كنعان وجنوب سورية في مطاردة لفلول الهكسوس ... ولم يكن لآمنحتب الأول ولد فزوج ابنته إلى القائد العسكري تحتمس (الأول [المؤلف])، وتمكن هذا الملك - مع أن حكمه لم يتجاوز 18 سنة - من الوصول بجيشه إلى جنوب الأناضول عبر الفرات، وهناك أقام لوحة سجل عليها أخبار انتصاراته، وكان لتحتمس ابن من زوجة أخرى غير زوجته الملكية، أراد أن يخلفه على العرش، فزوجه حتشبسوت ابنته الوريثة، لكن تحتمس الثاني (أي هذا الابن [المؤلف]) لم يكن مقاتلا مثل أبيه، فهو لم يقم بأي معركة حربية طوال عقدين من الزمان، جلس فيهما على عرش مصر، وواجه تحتمس الثاني المشكلة التي واجهها الأب من قبل، فهو لم ينجب ابنا من الوريثة حتشبسوت، وكان له ابن وحيد من محظية اسمها إيزيس، أراد أن يجعله وليا للعهد، ومع أن حتشبسوت أنجبت له بنتا، إلا أنها لم توافق على زواجها من ابن المحظية، فحرمته من حق خلافة أبيه عن هذا الطريق (كان حق العرش في مصر القديمة، لمن يتزوج الأميرة الوريثة [المؤلف]).
وبسبب عدم وجود ولي عهد شرعي في البلاد، قام الكهنة في يوم احتفال العيد بحمل تمثال آمون في تابوت، وطافوا به حول قاعة الأعمدة الكبيرة بالكرنك، وتحرك التابوت وجاء عند ابن الملك - وكان ما زال طفلا لا يتجاوز الخامسة من عمره، وقد التحق بالمعبد للدراسة - وقاده الكهنة وأوقفوه عند قدس الأقداس في المكان المخصص للملوك، وكان ذلك تعبيرا عن أنه أصبح ابنا لآمون بالتبني، فضار له الحق بالتالي في خلافة أبيه في العرش، من دون حاجة إلى الزواج من الوريثة، وخلف الطفل أباه على العرش باسم نفرو رع تحتمس الثالث، ومع ذلك وبسبب صغر سنه، أصبحت حتشبسوت زوجة أبيه وصية عليه، وسرعان ما أعلنت نفسها ملكة إلى جانبه، وطوال حياة حتشبسوت التي استمرت 22 عاما بعد وفاة زوجها، ظل تحتمس الثالث بعيدا عن السلطة. ... وعندما تولى تحتمس الثالث الحكم بعد أبيه، كان قد مر حوالي أربعين عاما خلال حكم أبيه وزوجة أبيه، لم يشن الجيش المصري أي حملات عسكرية، وكان ملك قادش الواقعة في منتصف الطريق بين دمشق وحمص في شمالي سورية، قد تزعم تحالفا من ملوك سورية وكنعان في حركة تمرد على السلطة المصرية.»
9
ويقف عثمان يرصد مقارنا فيرى القصتين، تتفقان على مواجهة الملك لتحالف من ملوك كنعان وأرام، بقيادة ملك أرامي عند مدينة محصنة، وفي كلتا القصتين نجد جيوش التحالف مقسمة إلى قسمين، أحدهما داخل المدينة والآخر خارجها، وكذلك فعل الملك فقسم جيشه قسمين، وفي كلتا القصتين تهزم جيوش الملك المتحالفين، الذين يهرعون إلى داخل أسوار المدينة، وأن الملك بطل القصة في القصتين، قد حاصر المدينة وأقام في مدينة أخرى، ثم ذهب ليتسلم المدينة بعد استسلامها، وفي كلتا القصتين نجد ملك التحالف المهزوم، يهرب ويعود إلى مملكته، ويجمع شتات المتحالفين المتمردين مرة أخرى، لكن ليسير إليهم بطل القصة ويهزمهم، ثم يسترجع سلطته عند الفرات، ويقيم على الفرات نصبا تذكاريا، ويعلن كل الملوك ولاءهم ويدفعوا الجزية، ويقيم الملك البطل حاميات في كل مكان، إعلانا عن نفوذه أينما كان.
10
وبعدها يعرج عثمان على القصة الأصلية، حيث دونت هناك في جنوب الوادي المصري، على جدران معبد الأقصر بعاصمة الإمبراطورية الكبرى ليحكي لنا: «وخرج تحتمس الثالث بجيشه من مدينة زارو الحربية عند القنطرة شرق، وسار في طريق حورس بشمال سينا متجها إلى كنعان، ووصل الملك إلى مدينة غزة، وكانت ما تزال خاضعة للنفوذ المصري، وهناك احتفل بعيد جلوسه الثالث والعشرين، وكانت المعلومات التي وصلت القيادة المصرية، تفيد بأن ملك قادش جمع عددا كبيرا من ملوك سورية وكنعان، عند مدينة مجدو بوسط كنعان، وكانت أكبر مدينة محصنة، فسار تحتمس الثالث بجيشه على سلسلة جبلية وعرة محاذية للبحر، وكانت هناك ثلاثة طرق تؤدي لهذه المدينة، طريق ينتهي غربي مجدو والثاني يؤدي إلى جنوبها الشرقي، بينما الثالث كان طريقا أشد وعورة «مع ضيق شديد»، لكن تحتمس الثالث قرر ركوب الصعب، فسلك الطريق الثالث رغم خطورته؛ لأنه الطريق الذي كان لا بد سيستبعد الأعداء مجيئه منه، وكانوا قد قسموا جيوشهم قسمين، واحد داخل المدينة والآخر خارجها يقف عند نهاية الطريق الممهد ينتظرون مجيئه.
अज्ञात पृष्ठ