नबी मूसा और ताल अल-अमरना के अंतिम दिन (भाग एक): एक ऐतिहासिक भौगोलिक नस्लीय धार्मिक विश्वकोश
النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
शैलियों
ليسكن جنوبي أرض فلسطين (النقب)، التي أطلقت عليه المأثورات اليهودية الكلاسيكية «أرض الأحبار»، أي أرض الأجداد الآباء البطاركة الأوائل إبراهيم وإسحاق ويعقوب والأسباط.
ويحكي المقدس التوراتي أنه قد حلت ببلاد كنعان سنوات عجاف «وجوع شديد في الأرض»، وكعادة البدو على حدود مصر، لجأ إبراهيم مع زوجته سارة إلى وادي النيل المصري، درءا للموت جوعا، وحصل من ملكها على خير جزيل وثروة عظيمة، بعد أن زوج الفرعون سارة زوجته، بعد أن زعم أنها شقيقته وليست زوجته، وعاد بها بعد أن ردها إليه الفرعون مرة أخرى، إلى أرض الأحبار.
وكرة أخرى تعود كرة الجفاف والجوع، لتعم المنطقة بأسرها زمن الأسباط، لكن مصر تنجو من الجوع بحكمة يوسفية، حيث تمكن ذلك البدوي المتجول حفيد إبراهيم بعد أن بيع عبدا في مصر، أن يصل إلى أعلى المناصب بدهاء إسرائيلي متميز، وأن يفيض بحكمته على مصر وشعبها، بتخزين الحبوب للأعوام العجاف، وتنجو مصر وتفيء بخيرها على روادها من جيران جوعى.
لكن الظروف في مصر تتغير فجأة بالكلية، ويأتي طاقم قيادي جديد إلى سدة الحكم، ويتنكر السادة الجدد للأفضال الإسرائيلية، ويستعبدون بني إسرائيل في أعمال المعمار والإنشاء بقسوة.
وبعد مرور «430 عاما» فيما تزعم التوراة العبرية المازورية، أو «215 عاما» كما تزعم التوراة السبعونية، خرجت سلالة الأسباط من مصر، تحت قيادة شخصية جبارة هي شخصية موسى، أول أنبياء بني إسرائيل، بعد أن دمر الرب يهوه مصر تماما، وتركها خرابا يبابا، وعبر الخارجون البحر المنشق بمعجزة العصا الثعبانية، إلى براري سيناء في طريقهم إلى فلسطين مرة أخرى.
ويقضي الخارجون سنتين ارتحالا، حتى يحلوا في مدينة في أقصى شرقي سيناء على حدود النقب، باسم «قادش برنيع» أو «قادش عين مشفاط»، ويقضوا هناك ثمانية وثلاثين عاما، حتى تمكنوا من غزو فلسطين من شرقها عبر نهر الأردن عند أريحا شمالي البحر الميت، وبذلك يكون قد انقضى منذ خروجهم من مصر إلى غزو أريحا حوالي أربعين عاما، تعرف اصطلاحا باسم سنوات التيه.
وعاش الخارجون على هامش الحياة الكنعانية في فلسطين، تحت حكم القضاة القبلي، حيث كان القاضي هو شيخ القبيلة. ويزعم المقدس أن زمن القضاة قد استمر حوالي أربعة قرون أخرى، حتى قامت للإسرائيليين أول مملكة في فلسطين، تلك التي أسسها شاءول بعد أن اختاره للعرش الكاهن القاضي صموئيل، بضغط من أفراد الشعب الذين طالبوا بالتحول عن نظام القضاة البدوي إلى النظام الملكي المركزي، أو كما قالوا لصموئيل في التوراة: «اجعل لنا ملكا يقضي لنا كسائر الشعوب» (صموئيل أول، 8: 5)، ليحكم شاءول على إسرائيل جميعا أو على إسرائيل ويهوذا معا (كل إسرائيل).
ويظهر شاب وسيم طموح باسم داود، يتمكن بعصابة من شذاذ الآفاق وبمجموعة من الحيل السياسية والمؤامرات المدروسة، يتمكن من إنهاء حكم أسرة شاءول ويقفز على العرش، وبعدها يصبح داود هو المؤسس الحقيقي لدولة إسرائيل الموحدة، بعد أن تم تفسير تلك الأحداث السياسية وفق رؤى دينية، حيث ستفسر الملكية بعد ذلك باحتسابها عهدا بين يهوه وبين داود وسلالته وأولاده، يمتد إلى العهد القديم مع البطاركة الأوائل.
وتوطدت سلطة داود المركزية، ثم من بعده سلطة ولده سليمان، الذي تمكن من تحجيم دور الكهنة ونفوذ الأنبياء الكثر، حتى إن داود بدأ يعين الكهنة بنفسه (انظر صموئيل الثاني، 8: 17 و20: 25-26)، ويؤدي بنفسه الوظائف الكهنوتية ليجمع بيديه السلطة الزمنية والسلطة الدينية في ديكتاتورية متكاملة، ورغم أن تقديم المحرقات أو الذبائح أو القرابين للإله، كانت قاصرة على الكهنة اللاويين بأوامر الرب يهوه في شرائع موسى، وكان العقاب صارما لمن يفعل ذلك من غير اللاويين وينتهي بالموت، وهو السيناريو الذي تم بموجبه تصفية بيت شاءول؛ لأنه أقدم بنفسه على كسر احتكار الكهنة، وتقديم القرابين بنفسه، لكن لأن للقوة منطقها فقد تمكن داود من أن يجمع السلطتين في يده، دون أن يخشى أحدا ولا حتى الرب يهوه نفسه، «وأصعد محرقات أمام يهوه وذبائح سلامة، ولما انتهى داود من إصعاد المحرقات وذبائح السلامة بارك الشعب باسم يهوه رب الجنود» (صموئيل الثاني ، 6: 17-18).
وعندما جاء ولده سليمان جازف أكثر، حتى إنه عندما اختلف مع الكاهن الأكبر أبيثار «طرد ... أبيثار عن أن يكون كاهنا ليهوه.» أي أنه استبعد الكاهن الأكبر ليهوه، والذي كان زمن داود كاهنا أول لتابوت العهد في معبد يهوه المركزي، لكن كتابع لداود الملك (انظر ملوك أول، 2: 26-27)، وهو ما دفع بالكهنة إلى تدبير مؤامرة كبرى ضد سليمان، تزعمها النبي أخيا الشيلوني (أي أخيا الذي من قرية شيلوه)، بمشاركة أحد المقربين من الملك ويدعى يربعام. ويدين المحرر التوراتي يربعام، وكيف تجرأ ورفع يده على الملك (ملوك أول، 11: 26)، وتتضح المؤامرة من النص القائل:
अज्ञात पृष्ठ