138

नबी मूसा और ताल अल-अमरना के अंतिम दिन (भाग एक): एक ऐतिहासिक भौगोलिक नस्लीय धार्मिक विश्वकोश

النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية

शैलियों

ولقد ذهب «دي بوا إيميه» إلى حل لغز مدينة رعمسيس، عندما جعلها المدينة التي عرفها اليونان باسم «هيروبوليس»، ووضعها على رأس الخليج العربي/السويس، الذي أسموه حينا الخليج العربي، وحينا الخليج الهيروبوليتي؛ مما أدى إلى استنتاجه أن «هيروبوليس» تقع عند قمته وأعطته اسمها؛ لذلك مد الخليج وعبر به الحوض جميعه، ليعبر به البحيرات المرة ويصله ببحيرة التمساح، وهناك عند منطقة السبع أبيار (الإسماعيلية الحالية) أو إلى الغرب منها، حيث تقع تل المسخوطة، وضع دي بوا إيميه مدينة رعمسيس، وقد استند دي بوا إيميه في وصلة خليج السويس ببحيرة التمساح عبورا على البحيرات المرة إلى عدة شواهد هامة فعلا، فكما أوردنا سلفا أنه عثر في الحوض الرملي ما بين خليج السويس والبحيرات المرة على طبقات من الملح البحري، تصل في كثافتها إلى درجة أنها أخذت شكل قباب من الملح، وبالحفر في مواضع مختلفة من ذلك الحوض الطويل، كان الماء يوجد دوما على عمق ما بين أربعة وخمسة أمتار فقط، وله ذات مذاق مياه البحر، وإنك في ارتحالك بطول ذلك الحوض المستطيل، ستصادفك مناطق كثيرة موحلة مع مستنقعات ملحية متناثرة، ناهيك عن كون الحوض نفسه ينخفض عن سطح البحر بحوالي خمسة عشر مترا. وقد عثر «دي بوا إيميه» إبان بحثه الميداني في هذا الحوض على قواقع بحرية ومخلفات لنباتات بحرية، تنتشر على خط طولي يسير على مستوى خط واحد من خليج السويس/العربي إلى البحيرات المرة، ثم من البحيرات المرة إلى بحيرة التمساح، حيث يتوقف هناك. وتأسيسا على هذا أقدم «دي بوا إيميه» على فرضيته، فقام يوصل أو يمد أو يدمج الخليج العربي/الهيربوليتي/السويس بالبحيرات حتى التمساح، حيث احتسبه كان يصل إلى هناك زمن الخروج، لتقع تل المسخوطة هيروبوليس على قمة ضفته الغربية،

19

ومع هذا الفرض لا بد من افتراض آخر، هو أن الخليج عند هذه القمة كان فسيحا متسعا، كي يمكنه أن يغطي عرضا ستة عشر كيلومترا كاملة، هي المسافة بين الشاطئ الغربي لبحيرة التمساح وبين تل المسخوطة، إلى الغرب منها «بستة عشر كيلومترا».

ولتأكيد وجهة نظره يذهب دي بوا إيميه في وصلة الخليج ببحيرة التمساح، إلى القصص القديم المتواتر عن قناة كانت تربط النيل بالخليج، وعرفناها باسم قناة سيزوستريس، ويقول إن مدينة القلزم القديمة المظنون أنها السويس القديمة لو كانت كذلك فعلا، أي لو كانت تقع قديما محل السويس الحالية، فكان لا بد أن تمر القناة منطلقة من النيل، لتعبر وادي طميلات الدير إلى بحيرة التمساح، لتخرج منها جنوبا لتعبر البحيرات المرة، حتى تصل رأس الخليج عند السويس الحالية، لتصب في الخليج، لكن ذلك ليس صحيحا بالمرة؛ لأن دي بوا إيميه لم يجد أي أثر لطمي النيل في حوض القلزم جميعه، أو حتى أية بقعة قريبة من بحيراته: التمساح والمرة الكبرى والمرة الصغرى. ولم يسفر البحث عن وجود أي طمي، وكل ما وجده آثار للبحر وليس للنهر، ويستنتج دي بوا إيميه من ذلك أن البحر كان يمتد بخليجه العريض حتى بحيرة التمساح، وأن القناة القادمة من النيل من الغرب، كانت تصب في بحيرة التمساح، وعليه فقد كانت ميناء القلزم تقع على الشاطئ الغربي لبحيرة التمساح، التي كانت بهذا الشكل هي قمة الخليج، ولم تكن القناة تصب عند السويس الحالية، إنما في بحيرة التمساح، التي هي في رأيه مع البحيرات المرة كانت جزءا من خليج السويس، انفصل عنه بعد ذلك بعوامل جيولوجية.

وقد استشهد «دي بوا إيميه» على مذهبه بوصف «لوبير

Le pepere » لمياه الفيضان، وهي تندفع نحو الشرق قادمة من الدلتا، خارجة بشكل طبيعي من النيل، لتجري بكميات كبرى واندفاع؛ مما يشير إلى انحدار سريع للأرض على خط المجرى، وقد أكد شيوخ البدو في تلك المنطقة (عند السبع أبيار) للمسيو «ديفيليه»، أن الماء كان يستمر في تدفقه حتى يصل إلى موضع يتجمع عنده، أطلق عليه البدو اسما على مسمى، هو «رأس المية» قرب بحيرة التمساح، وهذا يعني أن مياه النيل وقت الفيضان كانت تندفع بشكل تلقائي طبيعي، في منحدر يخترق وادي طميلات/السدير، لتصب في نقطة قرب بحيرة التمساح، وهو الأمر الذي يؤكد أخبار القدماء، عن وجود قناة تربط خليج السويس بالنيل، وربما كانت المسافة من النيل حتى هذه النقطة، التي تقف عندها مياه النيل، هي التي أشار إليها الدكتور غلاب من هنيهة، أن من حفرها هو الفرعون نخاو أو على الأصح هو من أعاد حفره، ثم جاء «دارا» الفارسي واستكمل حفر الجزء الباقي حتى السويس، وبخصوص تلك القناة يقول «هيرودت»: «وأنجب بسماتيك ولدا هو نيخوس (نخاو) الذي حكم مصر، وهو أول من شرع في حفر القناة التي تؤدي إلى بحر أروتري (بحر أروتري هو الإريتري أي الأحمر، وقوله إن أول من حفرها هو نخاو، يعني أن هذا ما وصله وليس بالضرورة صادقا [المؤلف])، والتي حفرها من بعده دارا الفارسي، وطول القناة يساوي مدى إبحار أربعة أيام، وقد حفرت عريضة «حتى إن سفينتين من ذوات الثلاث صفوف من المجاديف، تعبرانها جنبا إلى جنب (لاحظ هذه صفات سفن بحرية ضخمة وليست نيلية [المؤلف])، ويؤتى إليها بالماء من النيل منصرفا من مكان فوق مدينة بوابسطيس بوبسطة (ضمن مدينة الزقازيق حاليا [المؤلف]) بقليل، بالقرب من المدينة العربية باتوموس»، وتنتهي إلى بحر أروتري، ثم تسير في منحدرات متجهة من الجبل نحو الجنوب، حتى تبلغ الخليج العربي. وقد هلك من المصريين أثناء عملهم فيها في عهد نيخوس مائة وعشرون ألف عامل.»

20

وهنا يقف دي بوا إيميه مستندا إلى هيرودت، ليقول إن تلك القناة الكبرى كانت تخرج من جنوب تل بسطة، وهذا يعني خروجها من الفرع المعروف بالفرع البوباستي، القادم من الزقازيق لتصل مباشرة إلى الخليج العربي، الذي يمتد عنده حتى بحيرة التمساح؛ لذلك رفض دي بوا إيميه الطول الذي أعطاه لنا هيرودت للقناة وهو تسعون ميلا؛ لأنه يصل بها للسويس الحالية، ويأخذ برأي بلليني

الذي قال إن طولها كان 62 ميلا فقط؛ لأن 62 ميلا كانت أقرب للمسافة بين بسطة وبحيرة التمساح.

21

अज्ञात पृष्ठ