नबी मूसा और ताल अल-अमरना के अंतिम दिन (भाग एक): एक ऐतिहासिक भौगोलिक नस्लीय धार्मिक विश्वकोश
النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
शैलियों
وقد دانت هذه القبيلة بدين يعرف باسم الديانة اليهودية، التي تنسب إما للسبط يهوذا أحد الأسباط الاثني عشر، أبناء يعقوب في أساطير الآباء البطاركة الأولين، وهو الرأي المرجح، وإما لرب اليهودية المعروف في التوراة باسم يهوه أو جاهوفاه أو ياه أو ياي أو إهيه أو يهيه، على مختلف التنغيمات الواردة بالكتاب المقدس، وهو الذي - حسبما تقول التوراة - قد ظهر لموسى في تجل سحري على هيئة لهيب مضيء، ينبعث من شجيرة نباتية (عليقة) لا تحترق باللهيب.
ورغم ارتفاع شأن الإله يهوه في أفق الديانة اليهودية في طورها المتأخر، فإنه لم يكن كذلك في البدء أبدا؛ لأن عقائد القبيلة أو القبائل المنعوتة باسم إسرائيل، حسبما وصلتنا في كتابها المقدس (العهد القديم)، تتضمن رواسب لأشكال بدائية من عبادات الحيوانات كالسوائم النافعة مثل الثور والخروف، أو الضارية الصحراوية كالذئب والضبع، إلى عبادة قوى الطبيعة كالشمس والقمر والمطر والأنهار والبراكين، إضافة إلى عبادة الأسلاف الغوابر.
كذلك عبد هؤلاء أرباب المنطقة وخاصة آلهة الخصب الكنعانية «البعول» (جمع بعل أي سيد أو رب)، وقد تميز من بين تلك البعول البعل الرافدي «تموز»، والبعل الكنعاني «بعل مولك» (أي السيد الملك)، والبعل الفينيقي «أدونيس» واسمه بحذف التصريف الاسمي في آخر الكلمة «يس» هو «أدون»، هو اسم يعني السيد أو الرب أيضا.
وأيضا عبدوا كبير الأرباب السامية وشيخها ورئيس مجمعها «إيل» الذي تنتسب إليه أسماء شهيرة بالكتاب المقدس مثل «عزرا -إيل، وميكا-إيل، وجبرا-إيل، وإسماع-إيل ... إلخ»، وهو الذي اشتق منه اسم الجلالة «إيلاه» أو «الإله»، الذي أصبح في العربية «الله».
كما عبدوا ربات الخصب والزرع والخضرة مثل «عشتروت» الرافدية، و«عشيرة» الفينيقية، و«عناة» الكنعانية، وكلهن زوجات لأرباب الخصب البعول، وكان الثور عادة هو الرمز الأعظم تجليا، والمشترك الواضح بين تلك البعول؛ لما يتميز به من فحولة جنسية تقارن بخصب الطبيعة وعطائها.
كذلك عبدوا عبادات مصرية واضحة، مثل «اليواريس» الحية المصرية حامية الملكية والتاج، ومراكب الشمس التي تحمل رب الشمس «رع» في جولته السماوية من الشرق إلى الغرب .
ونماذج لهذه العبادات نقرأ بالعهد القديم «فقال لهم هارون انزعوا أقراط الذهب التي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وائتوني بها ... فأخذ ذلك من أيديهم وصوره بالإزميل وصنعه عجلا مسبوكا، فقالوا: هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر» (خروج، 32: 2-5).
وفي سفر العدد (25: 1-3) نجدهم يعبدون بعل فغور في بلاد مديان، وفي سفر القضاة (2: 11-17) يعبدون مع البعل، الأنثى السماوية المخصبة عشتروت ربة الجنس والخصب، وقد عبد أعظم ملوكهم طرا «شلما» المعروف عربيا باسم «سليمان» عددا من الآلهة «فذهب سليمان وراء عشتروت إلهة الصيدونيين وملكولم رجس العمونيين ... وبنى سليمان مرتفعة لكموش رجس الموآبيين على الجبل الذي تجاه أورشليم، ولمولك رجس بني عمون» (ملوك أول، 11: 1-8).
وبعد موت سليمان سار الملك يربعام على ذات الدرب: «وعمل عجلي ذهب وقال لهم: هو ذا آلهتك يا إسرائيل الذين أصعدوك من أرض مصر» (ملوك أول، 12: 28)، ويحيطنا سفر ملوك ثاني (18: 4) أن الحية نحشتان (أي الحنش) ظلت تعبد منذ صنعها لهم موسى في سيناء، وحتى زمن الملك يوشيا، وذات السفر يؤكد أنهم قد عبدوا رع رب الشمس المصري؛ لأنهم كانوا يسجدون لمركبه السماوي (عبادة مراكب الشمس).
ويحدثنا سفر «ملوك ثاني» عن الملك حزقيا بن أحاز، الذي كان متعصبا لعبادة يهوه، وكيف أنه «هو أزال المرتفعات وكسر التماثيل وقطع السواري وسحق حية النحاس التي عملها موسى؛ لأن بني إسرائيل كانوا إلى تلك الأيام يوقدون لها (أي يقربون لها القرابين [المؤلف])» (ملوك ثاني، 18: 4).
अज्ञात पृष्ठ