नबी मूसा और ताल अल-अमरना के अंतिम दिन (भाग एक): एक ऐतिहासिक भौगोलिक नस्लीय धार्मिक विश्वकोश
النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
शैलियों
ومن الجدير بالذكر أنه أثناء بحثنا في النبي موسى، قد اكتشفنا الإجابة على بعض التساؤلات، التي سبق وطرحناها في كتابنا «النبي إبراهيم والتاريخ المجهول»، وكنا قد طرحنا بعض الحلول العجلى في كتاب النبي إبراهيم، ثبت لنا الآن أنا كنا فيها مخطئين، وهو كتاب مضى عليه أكثر من ثلاثين عاما، وصل بعدها الكاتب إلى النضوج الراشد، خاصة ما تعلق منها بكتاب «إبراهيم» بتفسير التواجد الثقافي المصري القديم في جزيرة العرب، وهو ما ألجأنا في كتاب النبي إبراهيم، إلى افتراض هجرة مصرية إلى جزيرة العرب، تركت هذه المؤثرات، لكنا الآن نذهب مذهبا آخر في تفسير ذلك، ستفصح عنه صفحات هذا الكتاب.
وقد عمدنا إلى تقسيم هذا العمل في طبعته الأولى إلى أربع وحدات، ثم إدماج الجزء الرابع في الجزء الأول في هذه الطبعة، التي بين يديك ليصبح ثلاث وحدات (أجزاء) هي كالتالي: (1)
تمهيد تاريخي مع إعادة ترتيب جغرافية الخروج. (2)
إعادة ترتيب أحداث التاريخ. (3)
آخر أيام تل العمارنة.
وفي الوحدة الأولى المقسمة إلى أبواب، والأبواب إلى فصول، حاولنا الإجابة على استفسارات مفترضة، حول عدة موضوعات بحاجة إلى إيضاح أولي، مثل طبيعة الإله التوراتي، ومدى اتفاقه أو اختلافه عن مفهوم الألوهية عند الشعوب الأخرى في زمانه، وكان طبيعيا أن نعرج على الوعاء القدسي للمفاهيم التوراتية: الكتاب المقدس، وبالتحديد العهد القديم منه، فعرضنا أقسام العهد القديم كما هي بكتابها، ومصادر ذلك الكتاب حسبما انتهت إليه المدارس البحثية، ولم يفتنا أن نحاول تتبع الطرق التي استخدمت في تدوين تلك الوثيقة الشديدة الأهمية، وبأي لغة كتبت، مع البحث عن مساحات الصدق التاريخي في العهد القديم، وما رواه من أحداث، بالمطابقة مع الكشوف التاريخية والأركيولوجية.
ثم كان لا بد من تعريف واضح للقبيلة صاحبة التوراة، والمعرفة بالقبيلة الإسرائيلية ، مع إطلالة سريعة على الفترة التي تواجد الإسرائيليون فيها بمصر وخروجهم منها، بحسبانها النقطة المفصلية في تاريخ القبيلة الإسرائيلية.
وعند هذه النقطة المركزية وقفنا هنيهة، نستمع لأهم النظريات المطروحة في مسألة دخول بني إسرائيل مصر، ثم خروجهم منها، وموعده الزمني وخطوات رحلة الخروج عبر مواضع جغرافية ذكرتها التوراة، لم تعد اليوم مواضع دقيقة لتغير أسماء المواضع الجغرافية عبر الزمن، بل وتغير الجغرافيا نفسها بتحولات فروع نهر النيل، خلال هذا الزمن الطويل؛ مما أدى إلى خلف كبير بين الباحثين، حول خط سير الخروج، وهو الأمر الذي استدعانا لطرح رؤية جديدة تدقيقية، حول مواضع خط سير الخروج الإسرائيلي من مصر، وبتحديد مواضع إقامة الإسرائيليين في مصر، ومواضع خط الخروج نختتم الوحدة الأولى من هذا العمل ...
أما الوحدة الثانية، والتي نزعم أنها العمود الفقري للعمل جميعه، فهي ما اعتدنا عمله في أعمالنا السابقة تحت عنوان «تأسيس» بديلا عن المقدمة، «لكن التأسيس هنا يعادل في حجمه وفي كيفه بقية الكتاب جميعا». حيث نظننا قد تمكنا في هذا التأسيس من اكتشاف طرف الخيط في شرنقة معقدة، من الألغاز التاريخية غير المحلولة، أو التي سبق حل بعضها بحلول متعجلة ومتسرعة، أدت إلى تراكمات من الأخطاء، تحولت بمرور الوقت إلى لون من الحقائق الثابتة، خاصة عند المؤرخين التقليديين، وعندما نشرنا الفصول الأربعة الأولى من الباب الأول في هذا التأسيس، ثارت زوبعة حادة، تزعم الطرف المقابل أو المعارض فيها أحد أساتذة التاريخ بجامعة الإسكندرية، دون أن ينتظر قراءة بقية العمل كاملا.
على أية حال نحن لا نزعم إلا المحاولة، ولا يذهب بنا الظن حد تصور، أننا قد وضعنا النظرية النهائية التامة الصدق، فلا شك بقدر ما سيجد قارئنا من جهد بين تلال وطرق كالمتاهات، من المادة العلمية الهائلة في كمها وفي كيفها وفي تناقضاتها، بقدر ما سيجد من أخطاء ارتكبناها، لكن كل ما نرجوه أن تكون أقل وزنا من المحاولات الناجحة.
अज्ञात पृष्ठ