144
أحين أعاذت بى تميم نساءها ... وجرّدت تجريد اليمانى «٧٦» من الغمد ومدّت بضبعىّ الرّباب ودارم «٧٧» ... وجاشت «٧٨» ورامت من ورائى بنو سعد فقال له الفرزدق: إياك أن يسمعهما منك أحد؛ فأنا أحقّ بهما منك. فجعل ذو الرمة يقول: أنشدك الله فى شعرى. فقال: اغرب فأخذهما الفرزدق، فما يعرفان إلّا له، وكفّ ذو الرّمة عنهما. أخبرنا ابن دريد، قال: أخبرنا الرياشى، وكتب إلى أحمد بن عبد العزيز، أخبرنا عمر بن شبّة، قالا: كان الفرزدق مهيبا تخافه الشعراء [٤٩]؛ فمرّ يوما بالشمردل اليربوعى وهو ينشد قصيدة حتى بلغ إلى قوله: وما بين من لم يعط سمعا وطاعة ... وبين تميم غير حزّ الحلاقم فقال: والله لتتركنّ هذا البيت أو لتتركن عرضك. فقال: خذه على كره منى، لا بارك الله لك فيه؛ فجعله الفرزدق فى قصيدته التى أولها «٧٩»: تحنّ بزوراء المدينة ناقتى ... حنين عجول تبتغى البوّ رائم حدثنى بعض أصحابنا، عن أحمد بن يحيى النحوى، عن محمد بن سلّام، قال: بلغ الفرزدق قول ابن ميّادة: لو ان جميع الناس كانوا بتلعة ... وجئت بجدّى ظالم وابن ظالم لظلّت رقاب الناس خاضعة لنا ... سجودا على أقدامنا بالجماجم فقال الفرزدق: وددت أنى سبقت إلى هذين البيتين قبل. قيل له: فكنت تقول ماذا؟ قال: كنت أقول: فجئت بجدّى دارم وابن دارم قال: ثم أدخلهما فى شعره.

1 / 144