موضح أَوْهَام الْجمع والتفريق
لِلْحَافِظِ الْبَغْدَادِيّ
1 / 1
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
رب يسر
قَالَ الْخَطِيب أَبُو بكر الْحَافِظ أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت الْبَغْدَادِيّ ﵁
الْحَمد لله وَحده مُسْتَحقّ الْحَمد ووليه وصلواته على خيرته من خلقه وَصفيه نَبينَا مُحَمَّد خَاتم الرُّسُل الْمَبْعُوث بِأَفْضَل الْأَدْيَان والملل وعَلى مجيبي دَعوته ومصدقي كَلمته المتبعين لشريعته والمتمسكين بسنته وَعَلِيهِ وَعَلَيْهِم أفضل السَّلَام ومتتابع الرَّحْمَة والتحية وَالْإِكْرَام
قد أوردنا فِي هَذَا الْكتاب ذكر جمَاعَة كَثِيرَة من الروَاة انْتَهَت إِلَيْنَا تَسْمِيَة كل وَاحِد مِنْهُم وكنيته والأمور الَّتِي يعزى إِلَيْهَا كنسبته على وُجُوه مُخْتَلفَة فِي رِوَايَات مفترقة ذكر فِي بَعْضهَا حَقِيقَة اسْمه وَنسبه وَاقْتصر فِي الْبَعْض على شهرة كنيته أَو لقبه وَغير فِي مَوضِع اسْمه وَاسم أَبِيه وموه ذَلِك بِنَوْع من أَنْوَاع التمويه وَمَعْلُوم أَن بعض من انْتَهَت إِلَيْهِ تِلْكَ الرِّوَايَات فوقوع الْخَطَأ فِي جمعهَا وتفريقها غير مَأْمُون عَلَيْهِ وَلما كَانَ الْأَمر على مَا ذكرته بَعَثَنِي ذَلِك أَن بَينته وشرحته ونسأل الله التَّوْفِيق لسلوك قصد السَّبِيل فَإِنَّهُ ﵎ حَسبنَا وَنعم الْوَكِيل
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْخَوَارِزْمِيِّ عَن أبي
1 / 5
أبي إِسْحَاق وَشريك بن عبد الله حدث عَن جُنْدُب عَن عَليّ قصَّة الْخَوَارِج والمخدج وَعَن حَبَّة أَيْضا
1 / 6
قَالَ أَبُو الْحسن وَذكر البُخَارِيّ فِي بَاب إِسْمَاعِيل إِسْمَاعِيل بن أبي سعيد روى عَن عِكْرِمَة عَن ابْن مَسْعُود (مُرْسل) مقاله صَفْوَان بن عِيسَى عَن بشر بن رَافع عَنهُ أدخلهُ فِي بَاب إِسْمَاعِيل بن أبي سعيد مولى الْمهرِي
قَالَ أَبُو الْحسن وَإِسْمَاعِيل بن [أبي سعيد مولى الْمهرِي مدنِي روى عَنهُ أَبُو عَلْقَمَة الْفَروِي والْحَارث بن مُحَمَّد الفِهري وَإِسْمَاعِيل بن أبي سعيد الَّذِي روى عَنهُ بشر بن رَافع أَبُو الأسباط صنعاني وَهُوَ إِسْمَاعِيل بن شروس روى عَنهُ أَيْضا الحكم بن أبان وَمعمر وروى هُوَ عَن عِكْرِمَة وَطَاوُس ووهب بن مُنَبّه ثمَّ قَالَ بعد هَذَا إِسْمَاعِيل أَبُو سعيد عَن عِكْرِمَة روى عَنهُ معمر
قَالَ أَبُو الْحسن وَقد أوهم هُوَ الأول وَهُوَ ابْن أبي سعيد أَبُو الْمِقْدَام الَّذِي ذكرنَا أَن بشر بن رَافع روى عَنهُ
1 / 11
ثمَّ قَالَ فِي بَاب الشين مَعَ إِسْمَاعِيل إِسْمَاعِيل بن شروس أَبُو الْمِقْدَام نسبه مُحَمَّد بن ثَوْر روى عَنهُ يعلى وَرَأى عِكْرِمَة وَهَذَا صَحِيح إِلَّا أَنه جعله رجلا ثَالِثا وَهُوَ وَاحِد ثمَّ قَالَ بعده إِسْمَاعِيل بن أبي شقير الصَّنْعَانِيّ عَن عِكْرِمَة روى عَنهُ الحكم بن أبان وَهَذَا وهم مِنْهُ لِأَنَّهُ رجل وَاحِد وَقد جعله رَابِعا وَوهم وصحف فِي قَوْله ابْن أبي شقير وَإِنَّمَا هُوَ ابْن أبي سعيد وَهُوَ ابْن شروس وَالله أعلم
قَالَ الْخَطِيب ﵀ فِي كتاب التَّارِيخ الَّذِي صنفه أَبُو عبد الله مُحَمَّد ابْن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ نَظَائِر كَثِيرَة لما ذكره أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ عَنهُ من جعله الِاثْنَيْنِ وَاحِدًا وَالْوَاحد اثْنَيْنِ وَأكْثر وَنحن ذاكرون مِنْهَا بِمَشِيئَة الله تَعَالَى مَا وضح قاصده وَقرب منا على تَصْدِيق دعوانا فِي ذَلِك شَاهده ومتبعوه بِمَا يشاكله من أَوْهَام الْأَئِمَّة سوى البُخَارِيّ فِي هَذَا النَّوْع وَنَذْكُر فِيهِ مَا اخْتلف الْعلمَاء فِيهِ وأيهم أقرب إِلَى الصَّوَاب فِيمَا يَدعِيهِ ثمَّ نشرع فِيمَا لَهُ رسمنا هَذَا الْكتاب ونجعله مُلَخصا على نسق وَاحِد الْحُرُوف الْمرتبَة والأبواب
وَلَعَلَّ بعض من ينظر فِيمَا سطرناه وَيقف على مَا لكتابنا هَذَا ضمناه يلْحق سيء الظَّن بِنَا وَيرى أَنا عمدنا لِلطَّعْنِ على من تقدمنا وَإِظْهَار الْعَيْب لكبراء شُيُوخنَا وعلماء سلفنا وأنى يكون ذَلِك وبهم ذكرنَا وبشعاع ضيائهم تبصرنا وباقتفائنا وَاضح رسومهم تميزنا وبسلوك سبيلهم عَن الهمج تحيزنا وَمَا مثلهم ومثلنا إِلَّا مَا ذكر أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء فِيمَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمَد بن عمر الْمُقْرِئ أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِر عبد الْوَاحِد بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي
1 / 12
هَاشم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الْعَبَّاس اليزيدي حَدَّثَنَا الرياشي عَن الْأَصْمَعِي قَالَ قَالَ أَبُو عَمْرو مَا نَحن فِيمَن مضى إِلَّا كبقل فِي أصُول نخل طوال
وَلما جعل الله تَعَالَى فِي الْخلق أعلامًا وَنصب لكل قوم إِمَامًا لزم المهتدين بمبين أنوارهم والقائمين بِالْحَقِّ فِي اقتفاء آثَارهم مِمَّن رزق الْبَحْث والفهم وإنعام النّظر فِي الْعلم بَيَان مَا أهملوا وتسديد مَا أغفلوا إِذْ لم يَكُونُوا معصومين من الزلل وَلَا آمِنين من مقارفة الْخَطَأ والخطل وَذَلِكَ حق الْعَالم على المتعلم وواجب على التَّالِي للمتقدم وَعَسَى أَن يضح الْعذر لنا عِنْد من وقف على كتَابنَا المُصَنّف فِي تَارِيخ مَدِينَة السَّلَام وأخبار محدثيها وَذكر قطانها الْعلمَاء من غير أَهلهَا ووارديها فَإنَّا قد أوردنا فِيهِ من مَنَاقِب البُخَارِيّ وفضائله مَا يَنْفِي عَنَّا الظنة فِي بَابه والتهمة فِي إصلاحنا بعض سقطات كِتَابه إِن شَاءَ الله تَعَالَى
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ الْبَزَّاز أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد الْحسن بن عبد الله السيرافي أَخْبَرَنَا أَبُو بكر بن السراج أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يزِيد النَّحْوِيّ أَخْبَرَنَا الْمَازِني عَن الْعُتْبِي عَن أَبِيه قَالَ قَالَ الْأَحْنَف بن قيس الْكَامِل من عدت سقطاته
1 / 13
أَخْبرنِي أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحسن الْمُؤَدب قِرَاءَة عَلَيْهِ عَن أبي سعد عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الاستراباذي قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن هَارُون أَبُو بكر الشَّاشِي بسمرقند حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الأرزناني قَالَ حكى لنا عَن الْمُزنِيّ يَعْنِي أَبَا إِبْرَاهِيم إِسْمَاعِيل بن يحيى أَنه قَالَ لَو عورض كتاب سبعين مرّة لوجد فِيهِ خطأ أَبى الله أَن يكون كتاب صَحِيحا غير كِتَابه
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن الْحَرْبِيّ حَدَّثَنَا عمر بن أَحْمَد بن هَارُون الْمُقْرِئ حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن الْقَنْطَرِي الْوراق قَالَ سَمِعت عبد الله بن أَحْمَد بن حَنْبَل قَالَ عارضت بِكِتَاب لأبي ثَلَاث عشرَة مرّة فَلَمَّا كَانَ فِي الرَّابِعَة خرج فِيهِ خطأ فَوَضعه من يَده ثمَّ قَالَ قد أنْكرت أَن يَصح غير كتاب الله ﷿
أَخْبَرَنَا أَبُو بكر أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْخَوَارِزْمِيّ الْمَعْرُوف بالبرقاني قَالَ قَالَ مُحَمَّد بن الْعَبَّاس العصمي حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن مَحْمُود الْحَافِظ قَالَ قَالَ أَبُو عَليّ صَالح بن مُحَمَّد قَالَ لي أَبُو زرْعَة يَا أَبَا عَليّ نظرت فِي كتاب مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل هَذَا أَسمَاء الرِّجَال فَإِذا فِيهِ خطأ كثير فَقلت لَهُ بليته إِنَّه رجل كل من كَانَ يقدم عَلَيْهِ من الْعرَاق من
1 / 14
أهل بُخَارى نظر فِي كتبهمْ فَإِذا رأى اسْما لَا يعرفهُ وَلَيْسَ عِنْده كتبه وهم لَا يضبطون وَتَكون كتبهمْ غير منقوطة فيضعه فِي كِتَابه خطأ وَإِلَّا فَمَا رَأَيْت خراسانيًا أفهم مِنْهُ لَوْلَا عي فِي لِسَانه وَفِي ذَلِك الْكتاب أسام لَا تعرف وَلم يبين من روى عَنْهُم وَعَمن رووا وَأي شَيْء رووا فيتحير الْإِنْسَان فِيهِ
قَالَ وسألني خَالِد بن أَحْمَد أَبُو الْهَيْثَم أَن أنظر لَهُ شَيْئا فِي هَذَا الْكتاب فأصحح لَهُ فَنَظَرت فغيرت أَشْيَاء أَخطَأ فِيهِ وصحف وَرَأَيْت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بِبَغْدَاد يقْرَأ عَلَيْهِم هَذَا الْكتاب فَقَالَ وإِبْرَاهِيم بن شُعَيْب روى عَنهُ ابْن وهب فَقلت لَهُ إِنَّمَا هُوَ إِبْرَاهِيم بن شعيث ثمَّ قلت لَهُ أَنْت تنظر فِي كتب النَّاس فَإِذا مر بك اسْم لَا تعرفه أَخَذته وَالْخَطَأ فِيهِ من غَيْرك لأَنهم كَانُوا لَا يضبطون
قَالَ الْخَطِيب وَقد جمع عبد الرَّحْمَن بن أبي حَاتِم الرَّازِيّ الأوهام الَّتِي أَخذهَا أَبُو زرْعَة على البُخَارِيّ فِي كتاب مُفْرد وَنظرت فِيهِ فَوجدت كثيرا مِنْهَا لَا تلْزمهُ وَقد حكى عَنهُ فِي ذَلِك الْكتاب أَشْيَاء هِيَ مدونة فِي تَارِيخه على الصَّوَاب بِخِلَاف الْحِكَايَة عَنهُ
وَمن الْعجب أَن ابْن أبي خَاتم أغار على كتاب البُخَارِيّ وَنَقله إِلَى كِتَابه فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل وَعمد إِلَى مَا تضمن من الْأَسْمَاء فَسَأَلَ عَنْهَا أَبَاهُ وَأَبا زرْعَة وَدون عَنْهُمَا الْجَواب فِي ذَلِك ثمَّ جمع الأوهام الْمَأْخُوذَة على البُخَارِيّ وَذكرهَا من غير أَن يقدم مَا يُقيم بِهِ الْعذر لنَفسِهِ عِنْد الْعلمَاء فِي أَن قَصده بتدوين تِلْكَ الأوهام بَيَان الصَّوَاب لمن وَقعت إِلَيْهِ دون الانتقاص وَالْعَيْب لمن حفظت عَلَيْهِ وَنحن لَا نظن أَنه قصد غير ذَلِك فَإِنَّهُ كَانَ بِمحل من الدَّين وَأحد الرفعاء من أَئِمَّة الْمُسلمين رَحْمَة الله عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم أَجْمَعِينَ
حدثت عَن أبي أَحْمَد مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن إِسْحَاق الْحَافِظ النَّيْسَابُورِي قَالَ كنت بِالريِّ فرأيتهم يَوْمًا يقرءُون على أبي مُحَمَّد بن أبي
1 / 15
حَاتِم كتاب الْجرْح وَالتَّعْدِيل فَلَمَّا فرغوا قلت لِابْنِ عبدويه الْوراق مَا هَذِه الضحكة أَرَاكُم تقرءون كتاب التَّارِيخ لمُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ على شيخكم على الْوَجْه وَقد نسبتموه إِلَى أبي زرْعَة وَأبي حَاتِم فَقَالَ يَا أَبَا أَحْمَد أعلم أَن أَبَا زرْعَة وَأَبا حَاتِم لما حمل إِلَيْهِمَا هَذَا الْكتاب قَالَا هَذَا علم حسن لَا يسْتَغْنى عَنهُ وَلَا يحسن بِنَا أَن نذكرهُ عَن غَيرنَا فأقعدا أَبَا مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن حَتَّى سَأَلَهُمَا عَن رجل بعد رجل وَزَادا فِيهِ ونقصا وَنسبه عبد الرَّحْمَن إِلَيْهِمَا
أَخْبرنِي أَبُو الْقَاسِم الْأَزْهَرِي قَالَ سَمِعت مُحَمَّد بن حميد اللَّخْمِيّ يَقُول سَمِعت القَاضِي أَبَا الْحسن مُحَمَّد بن صَالح الْهَاشِمِي يَقُول سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس ابْن سعيد يَقُول لَو أَن رجلا كتب ثَلَاثِينَ ألف حَدِيث لما اسْتغنى عَن كتاب تَارِيخ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ
1 / 16
١ - أَوْهَام البُخَارِيّ
[فِي التَّارِيخ الْكَبِير]
الْوَهم الأول
فَمن أَوْهَام البُخَارِيّ فِي الْجمع والتفريق أَنه قَالَ فِي تَارِيخه الْكَبِير الَّذِي يرويهِ عَنهُ أَبُو أَحْمد مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن فَارس الدَّلال النَّيْسَابُورِي فِي بَاب المُحَمَّدين وَهُوَ الْبَاب الَّذِي افْتتح بِهِ الْكتاب مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْهَاشِمِي سمع إِدْرِيس بن يزِيد الأودي (مُرْسل) سمع مِنْهُ حَرَمِيّ بن عمار وَذكر بعده خَمْسَة أَسمَاء ثمَّ قَالَ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن معبد بن عَبَّاس الْهَاشِمِي الْقرشِي عداده فِي أهل الْمَدِينَة سمع مِنْهُ ابْن أبي أويس وَأَخُوهُ يروي عَن حرَام وَلم يثبت حَدِيث حرَام هـ
وَقد وهم ﵀ فِي تفريقه بَين هَذَا وَبَين الَّذِي ذكر أَنه سمع من إِدْرِيس الأودي لِأَنَّهُ رجل وَاجِد يروي عَن أَبِيه إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن معبد بن عَبَّاس وَعَن حرَام بن عُثْمَان وَعبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن كَعْب بن مَالك وَإِدْرِيس الأودي روى عَنهُ أَبُو بكر وَإِسْمَاعِيل ابْنا أبي أويس وَقدم الْكُوفَة فَكتب عَنهُ
1 / 17
بعض أَهلهَا وروى عَنهُ مِنْهُم مُعَاوِيَة بن هِشَام الْقصار ذكر ذَلِك أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سعيد بن عقدَة الْكُوفِي الْحَافِظ وَكَانَ أعرف النَّاس بأخبار الْكُوفَة وَمن قدمهَا من الْعلمَاء وَحدث بهَا من الغرباء
1 / 18
فَأَما حَدِيثه الَّذِي ذكر البُخَارِيّ أَنه يرويهِ عَن حرَام فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بكر أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الأَبْزُونُ الأَنْبَارِيُّ أَخْبَرَنَا بُهْلُولُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن عبد الله بْنِ مَعْبَدِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ الأَنْصَارِيِّ ثُمَّ الحرامي وَعَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيِّ عَن ابْني جَابر بن عبد الله عبد الرَّحْمَن وَمُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِمَا جَابِرِ بْنِ عبد الله صَاحِبِ النَّبِيِّ ﷺ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسًا وَإِنَّ مَجُوسَ أُمَّتِي الْقَدَرِيَّة فَإِن مرضوا فَلَا تعودهم وَإِنْ مَاتُوا فَلا تَشْهَدُوهُمْ وَإِنْ خَطَبُوا فَلا تُزَوِّجُوهُمْ
وَأَمَّا حَدِيثُهُ عَنْ إِدْرِيسَ الأَوْدِيِّ فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو طَاهِر عبد الْغفار بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ
(ح) وَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ قَالا حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
1 / 19
الْهَاشِمِيِّ عَنْ إِدْرِيسَ الأَوْدِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا صَلَّى فِي الْحِجْرِ قَامَ عُمَرُ عَلَى رَأْسِهِ بِالسَّيْفِ
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الدَّقَّاقُ قَالَ قَرَأْنَا عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ هَارُونَ الضَّبِّيِّ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمد بن عبد الله بْنِ زِيَادٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ الْمَعْبَدِيُّ عَنْ إِدْرِيسَ بْنِ يَزِيدَ فَذَكَرَ حَدِيثَهُ
الْوَهم الثَّانِي
قَالَ البُخَارِيّ فِي بَاب الْألف من آبَاء المُحَمَّدين مُحَمَّد بن إِسْحَاق هُوَ ابْن أبي يَعْقُوب الْكرْمَانِي مَاتَ سنة أَربع وَأَرْبَعين [وَمِائَتَيْنِ]
وَقَالَ فِي آخر بَاب الْيَاء مِنْهُم مُحَمَّد بن أبي يَعْقُوب أَبُو عبد الله الْكرْمَانِي سمع حسان بن إِبْرَاهِيم
وَالوهم فِي هَذَا أظهر من أَن يذكر مَا يسند إِلَيْهِ أَو يحْتَاج إِلَى أَمر يستشهد بِهِ عَلَيْهِ
1 / 20
الْوَهم الثَّالِث
قَالَ البُخَارِيّ [مُحَمَّد بن سعيد] حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ أَظُنُّهُ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ عَنْ عبد الله بن هَارُون سمع عبد الله بْنَ عَمْرٍو الْجُمْعَةُ عَلَى مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ وَقَالَ قُبْيَصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ كَانَ طَاوُسٌ يَدْعُو
وَقَالَ أَبُو دَاوُد أَرَى مُحَمَّدًا هُوَ الطَّائِفِيُّ
1 / 21
قُلْتُ وَمُحَمَّدٌ الَّذِي رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ الْمُؤَذِّنُ الطَّائِفِيُّ يُكْنَى أَبَا سَعِيدٍ وَلَمْ يَزِدِ الْبُخَارِيُّ فِي تَرْجَمَتِهِ عَلَى تَسْمِيَتِهِ وَتَسْمِيَهِ أَبِيهِ وَقَدْ رَوَى قُبَيْصَةُ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ سُفْيَانَ الْحَدِيثَ الأَوَّلَ مَرْفُوعًا وَزَادَ فِي إِسْنَادِهِ رَجُلا لَمْ يَذْكُرْهُ الْبُخَارِيُّ
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَل عَن عبد الرَّحْمَن بْنِ مَهْدِيٍّ كَمَا رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ وَوَقَفَهُ
أَمَّا حَدِيثُ قبيصَة فَأَخْبَرنَاهُ أَبُو نعيم أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمَد بن إِسْحَاق الْحَافِظ بِأَصْبَهَانَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الرَّقِّيُّ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ (ح)
وَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِم بن جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد الْهَاشِمِيُّ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو اللُّؤْلُؤِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فَارِسٍ (ح)
وَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بكر أَحْمَد بن مُحَمَّد بْنِ غَالِبٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ نَبِيهٍ زَادَ ابْنُ غَالِبٍ ابْنَ الْحَجَّاجِ ثُمَّ اتَّفَقُوا عَن عبد الله بن هَارُون عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ الْجُمُعَةُ عَلَى مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ هُوَ الطَّائِفِيُّ ثِقَةٌ وَهَذِهِ سُنَّةٌ تَفَرَّدَ بِهَا أَهْلُ الطَّائِفِ
وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ حَنْبَلٍ عَنْ عبد الرَّحْمَن فَأَخْبَرنَاهُ أَبُو عبد الله مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بن سلمَان النجاد حَدثنَا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أبي حَدثنَا عبد الرَّحْمَن عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سعيد قَالَ عبد الرَّحْمَن أَظُنُّهُ رَجُلا مِنْ أَهْلِ
1 / 22
الطَّائِف عَن عبد الله بن هَارُون عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ الْجُمُعَةُ عَلَى من سمع النداء
قَالَ عبد الله بن أَحْمد عبد الرَّحْمَن وَقَفَهُ وَقَالَ قَبِيصَةُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ
وروى أَبُو نعيم الْفضل بن دُكَيْن عَن سُفْيَان الحَدِيث الثَّانِي الَّذِي ذكره البُخَارِيّ فِي دُعَاء طَاوس فَذكر أَبُو نعيم أَن الثَّوْريّ شكّ فِي اسْم شَيْخه كَذَلِك أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْفضل الْقطَّان أَخْبَرَنَا عبد الله بن جَعْفَر بن درسْتوَيْه النَّحْوِيّ حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن سُفْيَان قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نعيم قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ أَو سعيد بن مُحَمَّد قَالَ أَبُو نعيم كَذَا قَالَ قَالَ كَانَ من دُعَاء طَاوس اللَّهُمَّ امنعني المَال وَالْولد وارزقني الْإِيمَان وَالْعَمَل
وأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نعيم الْحَافِظ حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمَد الطَّبَرَانِيّ حَدثنَا عَليّ ابْن عبد الْعَزِيز حَدَّثَنَا أَبُو نعيم حَدَّثَنَا سُفْيَان عَن مُحَمَّد بن سعيد أَو سعيد بن مُحَمَّد قَالَ كَانَ من دُعَاء طَاوس اللَّهُمَّ أمتعني بِالْمَالِ وَالْولد وارزقني الْإِيمَان وَالْعَمَل وَأرى اللَّفْظ الأول الْمَحْفُوظ وَالله أعلم
قَالَ البُخَارِيّ إِثْر مَا ذَكرْنَاهُ عَنهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو سعيد عَن عبد الْعَزِيز ابْن عبد الْملك بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ أَنّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَرَ أَبَا مَحْذُورَةَ أَنْ يُرَجِّعَ فِي الأَذَانِ يَقُولُ الصَّلاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ مَرَّتَيْنِ
وَقد وهم ﵀ فِي فَصله بَين هَذَا وَبَين الأول لِأَنَّهُ رجل وَاحِد مَعَ أَنه قد قَالَ فِي أثر حَدِيث ابْن محيريز حَدَّثَنِيهِ مُحَمَّد بن أبي
1 / 23
بكر حَدَّثَنَا مُعْتَمر عَن مُحَمَّد وَهُوَ الطَّائِفِي سمع عَطاء سمع مِنْهُ يحيى بن سليم وسُفْيَان فِي الدُّعَاء
وفصله بَين الترجمتين مَعَ هَذَا القَوْل سَهْو كَبِير وإغفال شَدِيد
وَذكر البُخَارِيّ بعد هَذَا خَمْسَة أَسمَاء ثمَّ قَالَ مُحَمَّد بن سعيد أَو ابْن أبي سعيد عَن وهب بن مُنَبّه قَوْله روى عَنهُ إِبْرَاهِيم أَبُو إِسْحَاق
فَزعم أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سعيد الْحَافِظ أَن صَاحب وهب بن مُنَبّه هَذَا هُوَ مُحَمَّد بن سعيد الطَّائِفِي شيخ الوثري وَإِن إِبْرَاهِيم الَّذِي روى عَنهُ هُوَ إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق أَبُو إِسْحَاق الصَّنْعَانِيّ وَفِي قَول أبي الْعَبَّاس نظر لِأَن أَبَا زرْعَة الرَّازِيّ ذكر هَذِه التَّرْجَمَة فِيمَا أَخذه على البُخَارِيّ وَقَالَ إِنَّمَا هُوَ مُحَمَّد بن أبي سعيد وَاسْتشْهدَ على ذَلِك بِأَن قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نعيم حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم أَبُو إِسْحَاق الصَّنْعَانِيّ عَن مُحَمَّد بن أبي سعيد وَوَافَقَ أَبَا زرْعَة على ذَلِك أَبُو حَاتِم مُحَمَّد بن إِدْرِيس وَلم يَقُولَا أَنه مُحَمَّد بن سعيد الطَّائِفِي فَالله أعلم
وَقد روى مُحَمَّد بن الْحُسَيْن البرجلاني عَن أبي نعيم حَدِيث مُحَمَّد بن أبي سعيد هَذَا أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحسن مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن أَحْمَد بن رزقويه الْبَزَّاز أَخْبَرَنَا أَبُو بكر أَحْمَد بن سلمَان النجاد حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الدُّنْيَا حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن حَدَّثَنَا أَبُو نعيم حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن أبي إِسْحَاق الصَّنْعَانِيّ قَالَ سَمِعت مُحَمَّد بن أبي سعيد عَن وهب بن مُنَبّه قَالَ من قَرَأَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة بِسُورَة الْبَقَرَة وَسورَة آل عمرَان كَانَ لَهُ نورٌ مَا بَين عجيبًا وعريبًا فَقلت لمُحَمَّد مَا عجيبًا وعريبًا قَالَ عجيبًا أَسْفَل الْأَرْضين وعريبا الْعَرْش هـ
1 / 24
الْوَهم الرَّابِع
قَالَ البُخَارِيّ مُحَمَّد بن السَّائِب أَبُو النَّضر الْكَلْبِيّ تَركه يحيى بن سعيد وَابْن مهْدي وَقَالَ البُخَارِيّ حَدَّثَنَا عَليّ حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد عَن سُفْيَان قَالَ قَالَ لي الْكَلْبِيّ قَالَ لي أَبُو صَالح كل شَيْء حدثتك فَهُوَ كذب وروى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي النَّضر وَهُوَ الْكَلْبِيّ
وَهَذَا القَوْل صَحِيح وَأما رِوَايَة ابْن إِسْحَاق عَن الْكَلْبِيّ الَّتِي كناه فِيهَا وَلم يسمه فأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَد بن عمر الْمُقْرِئ أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ الْمُثَنَّى حَدَّثَهُمْ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شُعَيْبٍ أَبُو مُسْلِمٍ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي النَّضْرِ عَنْ بَاذَانَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ ابْنَةِ أَبِي طَالِبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ فِي هَذِه الْآيَة ﴿يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حضر أحدكُم الْمَوْت﴾ قَالَ بَرِئَ النَّاسُ مِنْهَا غَيْرِي وَغَيْرُ عَدِيِّ بْنِ بَدَا وَكَانَا يَخْتَلِفَانِ إِلَى الشَّامِ قَبْلَ الإِسْلامِ فَأَتِيَا الشَّامَ فِي تِجَارَتِهِمَا وَقَدِمَ عَلَيْهِمَا مَوْلَى لِبَنِي سَهْمٍ يُقَالُ لَهُ بَرِيرُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ بِتِجَارَةٍ وَمَعَهُ جَامٌ مِنْ فِضَّةٍ يُرِيدُ بِهَا الْمَلِكَ وَهُوَ عُظْمٌ تِجَارَتِهِ فَمَرَضَ فَأَوْصَى إِلَيْهِمَا وَأَمَرَهُمَا أَنْ يبلغَا مَا تَرَكَ أَهْله قَالَ تَمِيمٌ فَلَمَّا مَاتَ أَخَذْنَا ذَلِكَ الْجَامَ فَبِعْنَاهُ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ ثُمَّ اقْتَسَمْنَاهُ أَنَا وَعَدِيُّ بْنُ بَدَا فَلَمَّا قَدِمْنَا إِلَى أَهْلِهِ دَفَعْنَا إِلَيْهِمْ مَا كَانَ مَعَهُ وَفَقَدُوا الْجَامَ فَسَأَلُوا عَنْهُ فَقُلْنَا مَا تَرَكَ غَيْرَ هَذَا وَمَا دَفَعَ إِلَيْنَا غَيْرَهُ
قَالَ تَمِيمٌ فَلَمَّا أَسْلَمْتُ بَعْدَ قُدُومِ النَّبِيِّ ﷺ تَأَثَّمْتُ مِنْ ذَلِكَ فَأَتَيْتُ أَهْلَهُ فَأَخْبَرْتُهُمُ الْخَبَر وَأديت إِلَيْهِم خَمْسمِائَة دِرْهَمٍ وَأَخْبَرْتُهُمْ أَنَّ عِنْدَ صَاحِبَيَّ مِثْلَهَا فَوَثَبُوا إِلَيْهِ فَأَتَوْا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَسَأَلَهُمُ الْبَيِّنَةَ فَلَمْ يَجِدُوا فَأَمَرَهُمْ أَنْ
1 / 25
يَسْتَحْلِفُوهُ بِمَا يعظم بِهِ عَلَى أَهْلِ دِينِهِ فَحَلَفَ فَأَنْزَلَ الله تَعَالَى ﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا شَهَادَة بَيْنكُم﴾ إِلَى قَوْلِهِ ﴿أَوْ يَخَافُوا أَنْ ترد أَيْمَان بعد أَيْمَانهم﴾ فَقَامَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَرَجُلٌ آخر مَعَه فَحَلفا فنزعت الْخَمْسمِائَةِ مِنْ عَدِيِّ بْنِ بدَا
ذكر البُخَارِيّ بعد الْكَلَام الَّذِي قدمنَا حكايته عَنهُ مُحَمَّد بن السَّائِب الْبكْرِيّ ثمَّ قَالَ مُحَمَّد بن السَّائِب بن بشر سمع عَمْرو بن عبد الله بن الْحَضْرَمِيّ سمع مِنْهُ مُحَمَّد بن إِسْحَاق فَوَهم فِي التَّفْرِيق بَين هَذَا وَبَين الأول الَّذِي بدأنا بِذكرِهِ لِأَنَّهُ رجل وَاحِد وَهُوَ مُحَمَّد بن السَّائِب بن بشر أَبُو النَّضر الْكَلْبِيّ من أهل الْكُوفَة كَذَلِك اُخْبُرْنَا أَو خازم مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الْفراء حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي أُسَامَة الْحلَبِي حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرو مُوسَى بن الْقَاسِم الأشيب حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الدُّنْيَا حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سعد قَالَ مُحَمَّد بن السَّائِب بن بشر الْكَلْبِيّ من بني عبد ود ويكنى أَبَا النَّضر أَخْبرنِي هِشَام بن مُحَمَّد قَالَ توفّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَة
وأَخْبَرَنَا أَبُو سعيد الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن حسنويه الْكَاتِب بأصبهان أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن حَيَّان حَدَّثَنَا عمر بن أَحْمَد بن إِسْحَاق الْأَهْوَازِي حَدَّثَنَا خَليفَة بن خياط قَالَ مُحَمَّد بن السَّائِب بن بشر بن عَمْرو بن الْحَارِث بن عبد الْعُزَّى من كلب يكنى أَبَا النَّضر مَاتَ سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَة
1 / 26
الْوَهم الْخَامِس
قَالَ البُخَارِيّ فِي آخر بَاب الشين من آبَاء المُحَمَّدين مُحَمَّد بن أبي شملة عَن منكدر بن مُحَمَّد سمع مِنْهُ يَعْقُوب بن مُحَمَّد ثمَّ قَالَ فِي بَاب الْعين مِنْهُم مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ (مديني) قَاضِي بَغْدَاد عَن معمر وَمَالك مَتْرُوك الحَدِيث مَاتَ سنة سبع وَمِائَتَيْنِ أَو بعْدهَا بِقَلِيل
وَمُحَمّد بن أبي شملة هُوَ مُحَمَّد بن عمر أَبُو عبد الله الْوَاقِدِيّ لَيْسَ بِغَيْرِهِ وَكَانَ لَهُ أَخ يُسمى شَمله فكنى يَعْقُوب وَالِد الْوَاقِدِيّ بِهِ وَنسبه إِلَيْهِ فِي الرِّوَايَة عَنهُ تدليسًا لَهُ
أخبرنَا
أَخْبَرَنَا بِحَدِيثِهِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ لُؤْلُؤٍ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّطَوِيُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بن عُثْمَان عَن عبيد الله بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ يَعْقُوبُ وَحَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي شَمْلَةَ عَنِ الْمُنْكَدِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدر عَن أَبِيه عَن عبد الرَّحْمَن بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ عَنْ جَبَلَةَ بْنِ الْحُوَيْرِثِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ سُئِلَ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ قَالَ الْعَجُّ وَالثَّجُّ
هَكَذَا قَرَأْتُهُ عَلَى الْجَوْهَرِيِّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِ ابْنِ لُؤْلُؤٍ
وَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْفَرَجِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ
1 / 27