मुथिर ग़रम
مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن
संपादक
مرزوق علي إبراهيم
प्रकाशक
دار الراية
संस्करण संख्या
الأولى ١٤١٥ هـ
प्रकाशन वर्ष
١٩٩٥ م
शैलियों
भूगोल
فَقَتَلُوهُ بِمَكَّةَ وَهُوَ مُشْرِكٌ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ خَطِيبًا؛ فَقَالَ:
«يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، فَهِيَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لا يَحِلُّ لامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ فيها دمًا ولا يعضد بها شجرًا، لم تحل لأحد كان قبلي ولا لأحد يكون بعدي، ولم تحل لي إلا قدر الساعة، غضبًا على أهلها، ثم قد رجعت لحرمتها بِالأَمْسِ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، يَا مَعْشَرَ خُزَاعَةَ! ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ عَنِ الْقَتْلِ، فَمَنْ قَتَلَ بَعْدَ مقامي هذا، فأهله بخير النظرين، إن شاؤوا فدم قاتلهم، وإن شاؤوا فَعَقْلُهُ» .
ثُمَّ وَدَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الرَّجُلَ الَّذِي قَتَلَتْهُ خُزَاعَةُ، وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي فَضَائِلِ مَكَّةَ نَحْوَ هَذَا الْحَدِيثِ عن ابن عباس، وأن رَسُولَ اللَّهِ [ﷺ] قَالَهُ يوم الفتح.
الْخُطْبَةُ الثَّالِثَةُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِعَرَفَةَ
٣١٤- رَوَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ بِإِسْنَادٍ لَهُ؛ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ خَطَبَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، فَقَالَ:
«أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَهْلَ الشِّرْكِ وَالأَوْثَانِ كَانُوا يَدْفَعُونَ فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ وَإِنَّا نَدْفَعُ بَعْدَ غُرُوبِهَا، وَكَانُوا يدفعون غدًا عند المشعر الحرام حين يعتم بها رؤوس الْجِبَالِ وَإِنَّا نَدْفَعُ قَبْلَ طُلُوعِهَا، هَدْيُنَا مُخَالِفُ هَدْيَ أَهْلِ الشِّرْكِ وَالأَوْثَانِ» .
٣١٥- وَفِي أَفْرَادِ الْبُخَارِيِّ من حديث عمر بن الخطاب، قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ لا يَفِيضُونَ مِنْ جَمْعٍ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَيَقُولُونَ: أَشْرَقَ ثَبِيرٌ.
2 / 71