मुथिर ग़रम
مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن
संपादक
مرزوق علي إبراهيم
प्रकाशक
دار الراية
संस्करण संख्या
الأولى ١٤١٥ هـ
प्रकाशन वर्ष
١٩٩٥ م
शैलियों
भूगोल
عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ وَهُوَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ فِي أَيَّامِ الْحَجِّ وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ وَهُوَ يقول: يا معاشر قُرَيْشٍ! وَاللَّهِ مَا مِنْكُمْ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ غَيْرِي. ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أحب الوجوه إليك، لعبدتك متوجهًا إليه، ولكني لا أَعْلَمُ. ثُمَّ قَالَ:
إِنِّي نَصَحْتُ لأَقْوَامٍ وَقُلْتُ لَهُمْ ... أَنَا النَّذِيرُ فَلا يَغْرُرْكُمْ أَحَدُ
لا تَعْبُدُونَ إِلَهًا غَيْرَ خَالِقِكُمْ ... وَإِنْ سُئِلْتُمْ فقولوا ما له أمد
سُبْحَانَهُ ثُمَّ سُبْحَانًا يَعُودُ لَهُ ... مِنْ قَبْلِ ما سبح الجودي والجمد
لا شيء فيما نرى تَبْقَى بَشَاشَتُهُ ... يَبْقَى الإِلَهُ وَيُودَى الْمَالُ وَالْوَلَدُ
لم يغن عن هرمز يومًا خزائنه ... والخلد قد حاولت عَادٌ فَمَا خَلَدُوا
وَلا سُلَيْمَانُ إِذْ دَانَ الشُّعُوبُ لَهُ ... وَالإِنْسُ وَالْجِنُّ يَجْرِي بَيْنَهَا الْبُرَدُ
مُسَخَّرًا دُونَ أَسْبَابِ السَّمَاءِ لَهُ ... فَلا يُنَازِعُهُ فِي مُلْكِهِ أَحَدُ
ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى إِذَا كان ببعض أرض لَخْمٍ قُتِلَ، فَرَثَاهُ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ فَقَالَ:
رَشَدْتَ وَأَنْعَمْتَ ابْنَ عمروٍ وَإِنَّمَا ... تَجَنَّبْتَ تَنُّورًا من النار حاميًا
دعاؤك ربًا ليس ربًا كَمِثْلِهِ ... وَتَرْكُكَ أَوْثَانَ الْجِبَالِ كَمَا هِيَا
وَقَدْ يدرك الإِنْسَانَ رَحْمَةُ رَبِّهِ ... وَلَوْ كَانَ تَحْتَ الأَرْضِ ستين واديا
2 / 68