فإن قال : فما المراد بذلك ، وعندكم أن المكلف بالتكليف العقلى يحسن تعذيبه وإن لم تبعث إليه الرسل؟
قيل له : إن المراد به العذاب المعجل فى دار الدنيا ؛ لأن عادة الله تعالى لم يجرها إلا بعد بعثه الرسل ، ووقوع التكذيب منهم.
وقد قيل : إن المراد بذلك : من المعلوم من حاله أن مصالحه موقوفة على شريعة الرسل ؛ لأن من هذه حاله لا يجوز أن يخلى من رسول يبعث إليه ، ولو لم يبعث إليه لم يحسن تعذيبه!
وقد قيل : إن المراد بذلك الخواطر الواردة على المكلف على كل حال ؛ لأن التكليف كان لا يصح إلا بعدها. وعلى جميع الوجوه ؛ فالذى ذكرناه من الأدلة صحيح.
** 420 مسألة :
، فقال : ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ، فحق عليها القول ).. [16].
والجواب عن ذلك : أن ظاهره إن دل فإنه يدل على أنه تعالى أمر بذلك ، وليس هذا بقول لأحد ، فكيف والظاهر لا يدل على ما قالوه ، لأنه لم يذكر تعالى المأمور به ، وحذف ذكره ، وإنما بين أنهم فسقوا فيها ، فكيف يصح التعلق بظاهره؟
وأما قوله تعالى : ( وإذا أردنا أن نهلك قرية ) فالهلاك المراد قد يكون حسنا إذا كان عقابا أو محنة ، فلا ظاهر له فى أنه قد أراد القبيح ، تعالى الله عن ذلك!
पृष्ठ 460