فهذا معنى التكليم في حق الله سبحانه، وليس على معنى أنه خرج من الله أو أن الله محله أو يعود إليه؛ فهذا المعنى لا يجوز إلا في كلام البشر.
وليس الكلام من الله على المعنى الذي تراه الحشوية المجسمة وهو أنه صادر عن لسان وشفتين مثلنا تعالى الله عن ذلك .
لأنهم يتصورون أنه لا يمكن أن يصدر كلام إلا عن لسان وشفتين، والواقع الآن أن الراديو يتكلم، والتلفزيون يتكلم؛ ولم يحتجن إلى لسان ولا إلى شفتين.
وقولهم: لو كان الصوت حالا في الشجرة لكانت هي المتكلمة ولم يكن الكلام كلام الله لأن الكلام لمن حل فيه باطل بل الكلام لمن أوجده وليس لمن حل فيه، وإلا لكان الكلام الذي نسمعه من المسجل والراديو كلامهما وليس كلام المتكلم به.
فعلمت أن الكلام لمن أوجده، وليس لمن حل فيه.
فمعنى: {وكلم الله موسى تكليما(164)}، أي خلق الله كلاما وصوتا في الشجرة، وقال: {يا موسى إني أنا الله رب العالمين(30)} [القصص].
पृष्ठ 68