وفي حديث آخر: (( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد )) فلو كان على العرش كما يزعمون لكان أقرب ما يكون العبد من ربه وهو قائم وليس وهو ساجد؛ فإن القائم أقرب إلى السماء والعرش المزعوم من الساجد.
وفي حديث عن عبادة ابن الصامت عنه (ص ) أنه قال: (( إن من أفضل إيمان المرء أن يعلم أن الله عز وجل معه حيث كان )). [ البيهقي في الأسماء والصفات ص:398 ]
فإذا كان الله مع المرء حيثما كان فكيف تقول الحشوية أنه فوق السماء والأوعال على العرش؟!!.
وحديث مسلم (4/ 16 ): (( اللهم أنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء ))
قال الحافظ البيهقي في الأسماء والصفات (ص:400 ): استدل بعض أصحابنا بهذا الحديث على نفي المكان عن الله تعالى فإذا لم يكن فوقه شيء ولا دونه أي تحته شيء لم يكن في مكان )) [ هامش دفع شبه التشبيه ص: 124].
إذا فهل نحمل الآيات كلها والأحاديث على ظاهرها؟!!، أم لا بد من التأويل؛
فإن قلنا: نحمل الآيات على ظاهرها وقع التعارض والتناقض في القرآن الكريم، وهو لا يجوز لأن الله تعالى قال: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا(82)} [النساء].
पृष्ठ 49