بل العكس هو الواجب المحتوم، وهو أن يكون الخالق عز وجل متصفا بخلاف صفات المخلوقين كلهم من الجن والإنس والملائكة وغيرهم من المخلوقات.
فلا يجوز أن يكون الله على صورة إنسان ولا غيره من المخلوقات، ولا أن ينسب إلى الله شيء يكون فيه المشابهة للمخلوقات، لأن الله لو أشبه خلقا من مخلوقاته في أمر من الأمور أو في صفة من الصفات؛ لكان محدثا ومخلوقا مثلها، ويحتاج إلى خالق ومحدث.
فلو كان الله له قدم ويد ووجه ولسان وعينان وشفتان؛ لاحتاج إلى من يخلق له تلك الجوارح، كما أننا نستدل على خلق الإنسان وخلق السماوات والأرض بأنها أجسام مؤلفة مركبة تحتاج إلى من خلقها وأوجدها من العدم وركبها وألفها، فجعل للإنسان يدا ولسانا وعينين وغيرها من الأعضاء كما قال الله تعالى: {ألم نجعل له عينين(8) ولسانا وشفتين(9) وهديناه النجدين(10)} [البلد]. فأخبر سبحانه أنه الذي خلق له هذه الأشياء؛ لأنه لا يقدر على خلقها غيره تعالى.
पृष्ठ 37