وإما أن يحملوها على ما يتناسب مع عظمة الله وجلاله من المعاني المجازية المستخدمة في لغة العرب كما هو مذهبنا.
ويجعلوا الآيات القرآنية النافية للتشبيه قرينة صارفة عن إرادة المعنى الحقيقي لهذه الألفاظ كما سنبينه في هذا البحث.
ولكنهم وللأسف أي من يتسمون بأهل السنة أخرجوا هذه الألفاظ عن معانيها الحقيقية والمجازية، وأثبتوا لها معان لا توجد في لغة العرب، وبذلك أخرجوا القرآن عن أن يكون عربيا.
فقالوا: نثبت الوجه والجنب واليدين والساق وغيرها من الألفاظ
لا على معنى الأعضاء، بل على أنها صفات لله عز وجل.
فنثبت وجها لا كالأوجه، ويدا لا كالأيدي، وجنبا لا كالجنوب، ورؤية بلا كيف، واستواء بلا استقرار..إلى غير ذلك من المعاني التي لم تعرفها العرب، ولا توجد في لسانهم.
فأخرجوا ألفاظ القرآن العربية عن معانيها العربية من حقيقة أو مجاز إلى معاني لا توجد إلا في أذهان هؤلاء القوم.
ونحن نتحداهم أن يأتوا لها بشاهد من كلام العرب وأشعارهم، أو شيء من محاوراتهم.
पृष्ठ 21