ولكن أنتم أيضا يدخل في دليلكم الاحتمال، وذلك أنكم تقولون: إن إنزال الله للمعجزة على يد مدعي الرسالة هو بمثابة أن يقول له الله: أنت صادق، وقوله: أنت صادق خبر؛ والخبر هو ما يحتمل الصدق والكذب.
إذا فقول الله له: أنت صادق، محتمل للصدق والكذب، وكذلك ما يكون بمعناه وهو المعجزة فإنها تبقى محتملة للصدق والكذب.
قلنا: الجواب على ذلك من وجوه:
أولا: أن هذا غير مخلص ولا رافع لورود الإشكال على مذهبكم بل الإشكال باق ولا ينفعكم إلزامكم لنا بالاحتمال الذي أوردتموه؛ لأنه لو جاء إليكم أحد اليهود أو النصارى أو البراهمة المنكرون لنبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وطالبكم بدليل قاطع على صدق نبوته صلى الله عليه وآله وسلم فبماذا تجيبون عليه؟
هل إذا قدح في دليلكم بأنه لم يثبت به أن المعجزة نصبت على يد صادق قطعا؟ ستجيبون عليه وتقولون له: والمعتزلة كذلك أيضا دليلهم محتمل مثل دليلنا.
فيقول لكم: أنتم والمعتزلة جميعا مبطلون ولستم على شيء، أليس يكون قد أفحمكم بهذا؟
पृष्ठ 16