83

فقال: «إنها فقط مشاعر الذنب التي بداخلك، وهي مشاعر طبيعية.»

راح يمسد على يدها، وحاولت هي أن تفرك بإصبعها على عرق نبضه كما اعتادا أن يفعلا، ولكنه سحب يده. •••

بعد نصف ساعة وجدت نفسها تقول: «أما زلت لا تمانع ذهابي إلى الحفل؟» «أما زلت تريدين الذهاب؟» «وهل من شيء آخر للقيام به؟»

وهزت كتفيها وهي تقول ذلك. كان جفناها متدليين، وشفتاها ممتلئتين ومضمومتين. كانت تمارس نوعا من المحاكاة، ربما لباربرا ستانويك في ظروف مماثلة. بالطبع لم تكن تقصد التقليد، بل كانت تحاول إيجاد طريقة ما لتبدو في غاية السحر، بل في غاية الترفع والسحر بما يدفعه لتغيير رأيه. «المشكلة هي أنني مضطر للعودة بالشاحنة؛ لأن علي اصطحاب الزملاء الآخرين.» «بإمكاني السير. أخبرني فقط بالمكان.» «أخشى أن المكان مرتفع عن هنا.» «لن يضيرني ذلك في شيء.» «روز، ذلك أفضل كثيرا. أفضل كثيرا حقا.» «إذا كنت ترى ذلك.» ولم تستطع هز كتفيها مرة أخرى. كانت لا تزال تعتقد أن هناك طريقة ما حتما لقلب الأمور والبدء من جديد. تبدأ من جديد لتصحح أي خطأ ارتكبته قولا أو فعلا، لتمحو حقيقة وقوع أي من ذلك. ولكنها قد وقعت بالفعل في خطأ السؤال عما تكون قد فعلته أو قالته خطأ، وقال لها لا شيء. لا شيء. لقد قال إنها لا علاقة لها بالأمر. كان الابتعاد عن المنزل لمدة شهر هو ما جعله يرى كل شيء بصورة مختلفة: جوسلين، الطفلين، الضرر.

قال: «كان ذلك عبثا فقط.»

كان قد قصر شعره مثلما لم تره من قبل مطلقا، وتلاشت سمرة بشرته. كان يبدو حقا وكأنه قد انسلخ من جسده، ذلك الجسد الذي كان يتحرق شوقا لجسدها، ليعود مرة أخرى ذلك الزوج الشاب الشاحب الوفي الذي يشعر بواجباته، برغم عصبيته، الذي رأته في أثناء زياراته لجوسلين في عنبر الولادة. «أي عبث تقصد؟» «ما نفعله. إنه ليس بالشيء الكبير المهم، بل مجرد عبث عادي.» «لقد اتصلت بي من برينس جورج.» في تلك اللحظة اختفت باربرا ستانويك، وسمعت روز نفسها تشرع في الأنين. «أعرف أنني فعلت.» كان يتحدث بنبرة زوج ضاق ذرعا بالإلحاح والشكوى. «هل كان هذا شعورك حينذاك؟» «نعم ولا. لقد وضعنا كل الخطط. ألم يكن الأمر ليصبح أسوأ لو كنت قد أخبرتك عبر الهاتف؟» «ماذا تعني بالعبث؟» «تبا يا روز.» «ماذا تقصد؟» «تعرفين ماذا أقصد. لو أننا قد استمررنا في هذا، ما الفائدة التي ستعود على أي منا في ظنك يا روز؟ حقيقة؟»

قالت روز: «كلينا. كانت الفائدة ستعود على كلينا.» «كلا. بل كان سينتهي بجلبة كبيرة.» «لمرة واحدة فقط.» «كلا.» «لقد قلت مرة واحدة فقط. قلت إننا سنجعلها ذكرى بدلا من أن تبقى مجرد حلم في خيالنا.» «رباه. يبدو أنني قد تفوهت بالكثير من الهراء.»

كان يقول إن لسانها أشبه بحية حارة الدماء، ولكنها حية جميلة، وإن حلمتيها أشبه بثمار التوت. ولم يكن ليعبأ بتذكيره بما قال.

افتتاحية لروسلان ولودميلا: جلينكا.

مقطوعة سيرينادا للوتريات: تشايكوفسكي.

अज्ञात पृष्ठ