العلمين ومنهم من ينزل عن شمالها ... إلى غير ذلك من الأوضاع، فسرنا حتى رأينا الخيام، وخيمته على سبعة أعمدة كبار رفيعة، فجئنا إلى محل يعبر عنه عندهم بالـ (كشك خانه) وهي عبارة عن خيام متقابلة، في كل طرف خمس عشرة خيمة على هيئة القبلة التي لها إيوان، لكن بلا عمد وبين رأس الخيام مما يلي خيمة الشاه رواق متصل وفي وسطه باب عليه سجاف، ففي الخيام التي على اليمين نحو أربعة آلاف بنادقي ليلا ونهارا يحرسون، والتي عن الشمال فارغة كراسي منصوبة لا غير، فلما دنوت إلى الكشك خانه نزلت، فخرج لاستقبالي رجل، فرحب بي، وأكرمني ولم يزل يسألني عن الباشا وعن خواص أتباعه، وأنا أتعجب من كثرة معرفته بأتباع الشاه، فلما عرف ذلك مني قال:
ـ كأنك لا تعرفني!
قلت: نعم
فقال: أنا عبد الكريم بيك، خدمت في باب أحمد باشا مدة، وفي هذه الأيام أرسلت من طرف الدولة الإيرانية إلى الدولة العثمانية إيلجيا (سفيرا).
فينما هو يحدثني؛ إذا نحن بتسعة رجال أقبلوا، فلما وقع نظره عليهم قام على قدميه، فسلموا علي، فرددت عليهم وأنا جالس لا أعرفهم، فشرع عبد الكريم يعرفهم لي واحدا بعد واحد فقال لي:
ـ هذا معيار الممالك حسن خان، وهذا مصطفى خان، وهذا نظر علي خان، وهذا ميرزا كافي ...
فلما سمعت بذكر (معيار الممالك) قمت على قدمي فصافحني هو ومن
1 / 20