मुस्लिम इब्न अक़ील
शैलियों
في قتاله الفئة الباغية ولم يخالف فيه أحد (6).
وقال أبوبكر ابن العربي الأندلسي المتوفى سنة 546 : « إن عليا كان إماما لأنهم اجتمعوا عليه ولم يمكنه ترك الناس لأنه كان أحق الناس بالبيعة فقبلها حوطة على الأمة ، وأن لاتسفك دماؤها بالتهارج ويتخرق الأمر ، وربما تغير الدين ، وانقض عمود الإسلام ، وطلب أهل الشام منه التمكين من قتلة عثمان فقال لهم علي : « ادخلوا في البيعة واطلبوا الحق تصلوا اليه » وكان علي أسدهم رأيا وأصوب قولا لأنه لو تعاطى القود لتعصبت لهم قبائلهم فتكونحربا ثالثة فانتظر بهم أن يستوثق الأمر وتنعقد البيعة العامة ثم ينظر في مجلس الحكم ويجري القضاء ، ولا خلاف بين الأمة أنه يجوز للإمام تأخير القصاص إذا أدى ذلك الى إثارة الفتنة وتشتيت الكلمة.
وحينئذ فكل من خرج على علي عليه السلام باغ وقتال الباغي واجب حتى يفيء الى الحق وينقاد الى الصلح ، وأن قتاله لأهل الشام الذين أبوا الدخول في البيعة ، وأهل الجمل والنهروانالذين خلعوا بيعته حق ، وكان حق الجميع أن يصلوا إليه ويجلسوا بين يديه ويطالبوه بما رأوا ، فلما تركوا ذلك بأجمعهم صاروا بغاة فتناولهم قوله تعالى : « فقاتلوا التي نبغي حتى تفيء الى أمر الله ».
ولقد عتب معاوية على سعد بن أبي وقاص بعدم مشاركة له في قتال علي عليه السلام فرد عليه سعد : بأني ندمت على تأخري عن قتال الفئة الباغية يعني بها معاوية ومن تابعه (7). »
وحكى الآلوسي عن الحاكم والبيهقي أن عبدالله بن عمر يقول : ما وجدت في نفسي من شيء ما وجدت من نفسي من هذه الآية « فقاتلوا التي تبغى الآية ». حيث أني لم أقاتل الفئة الباغية يعني معاوية ومن معه من الباغين على علي عليه السلام » ، ولم يتعقبه آلوسي بشيء وزاد بتصريح بعض الحنابلة بوجوب قتال الباغين احتجاجا بأن عليا اشتغل في زمان خلافته بقتال الباغين دون الجهاد فهو إذا أفضل من الجهاد (8).
وما أدري بماذا يعتذر سعد مع ذلك التصريح منه لمعاوية بأنه باغ ولم ينهض مع
पृष्ठ 103