66

अरबों में संगीत और गायन

الموسيقى والغناء عند العرب

शैलियों

فإن كنت مني، أو تحب مسرتي

فلا تغفلن قبل الصباح له كسرا

فانتبهت فزعا، وما فرق الصبح حتى كسرته.

قال صاحب «الأغاني»: فأما المناظرة التي كانت بين إبراهيم بن المهدي وبين إسحاق، فقد مضى في خبر إسحاق منها طرف، ونذكر ها هنا منها ما جرى مجرى محاسن إبراهيم والقيام بحجته إن كانت له، وعذره فيما عيب عليه؛ لأنه بذلك حقيق.

فمن ذلك ما نسخته من كتاب أعطانيه أبو الفضل العباس بن أحمد بن ثوابه رحمه الله، بخط إسحاق في قرطاس، وأنا أعرف خطه، وجواب لإبراهيم بن المهدي في ظهره بخط ضعيف، وأظنه خطه لأنه لو كان خط كاتب آخر لكان أجود من ذلك الخط، وقد ذهب أول الكتاب وذهب أول الابتداء والجواب، ونسخت بقيته، فكان ما وجدته من ابتداء إسحاق قوله:

وكنت - جعلت فداءك - كتبت في كتابك إلى محمد بن واضح تذكر أنك مولى وسيد، فمتى دفعت ذلك؟ وهل لي فخر غيره، أو لأحد علي وعلى أبي رحمه الله من قبلي نعمة سواكم؟ وما أحب ذلك أن يكون، وأرجو أن أموت قبل أن يبتليني الله بذلك إن شاء الله، فأما ذكرك - جعلت فداءك - الصناعة، فقد أجل الله قدرك عن الحاجة إلى دفعها والاعتذار منها، وأما أنا المسكين فأنت تعلم أني لم أتخذ ما نحن فيه صناعة قط، وأني لم أردها إلا لكم شكرا لنعمتكم وحبا للقرب منكم وإليكم، فليس ينبغي أن يعيبني ذلك عندكم، ولا يجوز لأحد أن يعيبني به إذ كان لكم، وقد علمت أنك لم تضعني من «علوية» و«مخارق» بحيث وضعتني إلا بغضب أحوجك إلى ذلك، وإلا فأنت تعلم أنهما لو كانا مملوكين لي لآثرت تعجيل الراحة منهما بعتقهما أو تخلية سبيلهما، على ثمن أصعبه ببيعهما، أو حمد أكتسبه بثمنهما، فكيف أظن أني عندك مثلهما، أو أنك تقربني إليهما وتذكرني معهما، أو تلومني الآن على أن أخرس فلا أنطق بحرف، وأن أفر من الغناء فرارك من الخطأ فيه، وأمتعض منه امتعاضك ممن يخفي عليك شيئا من علومه؟! كيف ترى - جعلت فداءك - الآن سبابي، وأنت ترى أن أحدا لا يحسن السب غيرك، وقد أحدثت لي - جعلت فداءك - أدبا، وزدتني بصيرة فيما أحب من تركه وترك الكلام فيه، فإن ظننت أن هذا فرار من الحجة، ونفض يد من المناظرة كما قلت؛ فقد ظفرت وصرت إلى ما أصبت، وإلا فإنه لا ينبغي للحر أن يتلهى بما لا تقوم لذاته بمعرفته، ولا لعاقل أن يبذل ما عنده لمن لا يحمده، ولعله لا يقلب العين فيه حتى يلحقه ما يكره منه.

وأما ما قاله أبي رحمه الله من أنه لم يزل يتمنى أن يرى من سادته من يعرف قدره حق معرفته، ويبلغ علمه بهذه الصناعة الغاية العظمى حتى رآك فقد صدق، وما زال يتمنى ذلك، وما زلت أتمناه، فهل رأيت - جعلت فداءك - حظي منه إلا أن ساويت فيه من لم يكن يساوي شسعه، ولعلك لا ترضى في بعض القوم حتى تفضله عليه، لا تنفعه عندك معرفة به ولا رعاية لطول الصحة والخدمة، ولا حفظ لآثار محمودة باقية تذكرها وتحتج بها؛ ثم ها أنا من بعده تضعني بالموضع الذي تضعني به، وتنسبني إلى ما تنسبني إليه؛ لأني توخيت الصواب، واجتهدت في البذل والمناصحة، لا يدفعك عني حفظ لسلف، ولا صيانة لخلف، ولا استدامة لقديم ما تعلم، ولا مصانعة لما تطلب، ولا ولاء مما أكره أن أقوله.

فما أرى - جعلت فداءك - من معرفتك بما في أيدينا إلا تجرع الحسرات وتطلبك لنا العثرات، والله المستعان.

كيف أصنع - جعلت فداءك؟ إن سكت لم تقبل ذلك، وإن صدقت كذبتني، وإن كذبت ظفرت بي، وإن مزحت لأطربك وأضحكك وأقرب من أنسك وآخذ بنصيبي من كرمك؛ غضبت وسببت، ولو كنت قريبا منك لضربت، وليتك فعلت، فكان ذلك أيسر من غضبك.

ثم من أعظم المصائب عندي: أمرك إياي أن أسأل محمد بن واضح عن قول قلته في عند عمرو بن بانة! فوالله - جعلت فداءك - إني لأبشع بذكره، فكيف أحب أن أذكره وأذكر له، وإني لأرثي لك من النظر إليه، وأعجب من صبرك عليه، مع أني أعوذ بالله من ذلك، ولو رغبت في هذا منه ومن مثله لكفيتك ونفسي ذلك بأن أكسوه ثوبين أو أهب له دينارين، أو أقول له: أحسنت في صوتين حتى يبلغ أكثر مما أردت لي، أو أريده لنفسي.

अज्ञात पृष्ठ