انطباعي الأول، من خلال وجهه الراقي الذي ذبل فامتلأ بالقذارة السوداء الموحلة، ومن خلال صوته الوضيع المبحوح، ومن خلال موقف المتلقي الضعيف الذي لا يملك قوة ولو لكي يتظاهر بالشجاعة؛ هو أن شقيق ريكو هذا رجل وضيع بأكثر مما تخيلت. كان يبدو إنسانا مختلفا عن ذلك الشقيق الذي كانت ريكو تضعه قدوة ومثالا. ولقد شعرت بأحد أنواع الاكتفاء عندما فكرت في أن طريقة مشيه غير المنتظمة، وحمله المخجل للرضيع على ظهره، ربما كان كافيا لخيانة حلمها. مشينا خلفه، وطوال الطريق الذي يمشي فيه بلا هدف، كنت أهمس في أذن ريوئتشي بتلك الانطباعات.
ولكن هذا الشاب المتفائل لم يكن يلائمه حديث الأسرار، فقال ما يلي بصوت مفرط في ارتفاعه: «إن هذا أمر مطمئن. من المؤكد أن ريكو أفاقت من أحلامها.»
ولكنني كنت أشعر أن الأمور لا تسير بتلك السهولة. من الجيد أنها واجهت حقائق الواقع، ولكن لم يتضح بعد ما الذي بدأت في التقاطه من ذلك الواقع. ... اتبع الجمع الدليل وشقيق ريكو ودخلنا نزلا مؤقتا للسكن، ولكن عند دخولنا تحدث الدليل حديثا طويلا مع مكتب الاستقبال، وهو ينظر من حين إلى آخر إلينا واستغرقت المفاوضات وقتا. إنه لو كان هذا فندق «درجة أولى»، فيمكن لأي شخص من أي مكان أن يدخل بلا خجل ما دامت ملابسه بلا عيب، ولكن ذلك تفكير أحمق يجعل مقياس الحكم الوحيد على البشر هو الملابس، ويمكن القول إن مكتب الاستقبال الذي لا يثق في إنسان بمجرد الحكم على ملابسه مثل نزل «صن يا»، أكثر منطقية ومناسبة للعقل.
وفي نهاية الأخذ والرد استطعنا أخيرا الدخول، ولكن الرجل البدين الجالس خلف مكتب الاستقبال المضاء إضاءة جيدة، فقد اهتمامه بنا ولم يلق علينا ولو نظرة واحدة. عند دخولنا كان أحد الجانبين حافة متصلة بسياج، وتتدلى مكنسة من مسمار في السياج. كان يبدو نزلا جديدا، إطاره الخشبي مشرق، ويمتاز بالنظافة في المجمل، وعلى غير المتوقع، ولكن علق على جدار الحائط العديد من صور اللصوص والقتلة الهاربين من العدالة، وصور المفقودين الذين تبحث عنهم الشرطة، فتراصت صور لوجوه مرعبة وكئيبة.
وكذلك علقت ورقة كتب عليها: «على الداخلين للاستحمام الانتهاء من ذلك قبل الساعة العاشرة وخمسين دقيقة. سيغلق الحمام في الساعة الحادية عشرة، من أجل ترشيد استهلاك المياه. مالك النزل.»
وشاهدت أيضا أغلفة مطبوعة؛ أنواعا مختلفة من الدعاية لعروض سينمائية، وعروض لفرقة موسيقى الشرطة في مركز الرعاية الاجتماعية للبلدية. - «هيا، ادخلوا من هنا.»
قال الشقيق ذلك بنبرة صوت متكاسلة، ودخل بين فراش نوم محاط بإطارين خشبيين لإحدى الغرف، ولكن لم يبد أي من الرجلين النائمين بوضع معكوس؛ كل منهما فوق إطار على حدة؛ أي اهتمام بنا على الإطلاق. صدر صوت يدل على أن الرجل الذي في السرير العلوي يستخدم طارد حشرات بالرذاذ، فهجمت تلك الرائحة النفاذة على أنوفنا.
قالت أكيمي بنبرة انتصار: «كما توقعت، هناك حشرات!»
وكانت تشعر بعدم الرضا من النزل، سواء مكوناته الداخلية أو الأغطية التي يتغطى بها الرجلان، رغم أنه يبدو نظيفا تقريبا. كان يظهر بوضوح، في صوتها الهامس المسرور، شعورها بفرحة لا يمكن وصفها بسبب اكتشافها أن ريكو تحمل «علاقة شخصية» مع مثل هذا المكان. وبهذا سامحتها أكيمي تماما.
كان الشقيق يسكن غرفة فردية في عمق تلك الغرف ذات السكن المشترك. وتوضيح «غرفة فردية»؛ هو أن مساحتها حصيرتان فقط من التاتامي.
अज्ञात पृष्ठ