أعتقد أنه إنسان تعيس حقا أن يموت بالسرطان قبل أن يكمل الثلاثين عاما.
أنت بالفعل تعرف يا دكتور أنني أتيت مسرعة بدون صبر إلى خطيبي هذا الذي كنت أكرهه كراهية شديدة، عندما قال وهو على فراش الموت إنه يريد أن يراني ولو نظرة واحدة. وعلى الأرجح كما انتبهت يا دكتور، لقد مللت مللا شديدا من جسد السيد ريوئتشي المبالغ في قوته البدنية وصحته. لقد شعرت أن عرض منكبيه الواسعين، وصدره السميك وذراعيه المفتولين . كل ذلك يوجه النقد تجاه المرض الذي داخل قلبي. كنت أحس بالغم والهم أن كل ذلك وغيره يحتوي نقدا غير مباشر لي. لقد كنت حقا أهيم عشقا بالمرض والمرضى، وبالنسبة لي كان خبر احتضار خطيبي فرصة لا تعوض. لقد كان سبب حبي لعيادتك يا دكتور، هو أنني أشم رائحة المرض عندما أزورها. ما من رائحة تجعلني أهدأ نفسيا الآن مثل رائحة الدواء والمطهرات.
عندما عدت إلى مسقط رأسي، وذهبت مباشرة إلى المستشفى لاستطلاع الأمر، كان خطيبي على شفا الموت بالفعل. كان بطنه منتفخا بالماء، كان وعيه كاملا وهو يعاني من اختناق الصدر، وتسبب له عملية البزل، لسحب الماء، آلاما رهيبة؛ لذا كان يقول لا داعي لسحبها من الأصل ما دامت المياه ستتراكم مرة أخرى كلما سحبت.
عندما رأيت منظر المريض البائس هذا، ذابت الكتلة المتكلسة السوداء التي كانت داخلي حتى الآن، وتحولت إلى ماء في لحظة واحدة. وفي نفس تلك اللحظة قررت على الفور أن أغفر كل ما فعله ذلك الشخص، وأن أظل بجواره من الآن فصاعدا حتى الموت، أريد أن أغفر له وأسامحه ببطء وعلى مهل، ولأتذوق أنا نفسي مذاق تلك المغفرة بتأن.
نطق المريض اسمي بصوت يخنقه البلغم قائلا: [ريكو ...]
ومد يديه الضعيفتين نحوي وعيناه تملؤهما الفرحة.
يا لهما من يدين! اليدان اللتان كانتا قويتين في الماضي، أصبحتا الآن مثل أعواد البامبو، بل كانت بلون السخام المصفر، وكانت نحافة الرسغين بدرجة مرعبة، وبدت فقط الأصابع كما لو أن كل أصبع قد استطال على حدة بفظاعة.
قلت له بنبرة قوية يعتمد عليها: [لقد أتيت، فلا تقلق. سأبذل كل جهدي لكي أشفيك من المرض.]
ثم اقتربت منه وأمسكت يديه الممدودتين تجاهي. لقد شعرت أنني أمسك ورك دجاجة نافقة وليس يد إنسان. وفي تلك اللحظة عبرت رعدة خفيفة داخل جسدي، واندهشت عندما عرفت أن تلك الرعدة لم تكن رعدة استياء.
بدأت منذ ذلك اليوم تمريضه دون نوم ودون راحة.
अज्ञात पृष्ठ