فلقد شعرت بنفس شعور خيبة الأمل الذي شعر به ريوئتشي إغامي. أحسست أن حب القبيلة الساذج لتلك الفتاة من بيت عتيق في الأرياف قد أفسد تماما كل الحيل النفسية التي ظللت أحبكها ببراعة حتى الآن، وأفسد معها حماسي في التحليل النفسي من أجل دراسة داخل أعماق النفس الإنسانية.
ومع ذلك سأكون كاذبا إذا قلت إن ذلك جعلني أفقد اهتمامي تجاه ريكو.
فلقد بدأت منذ اليوم التالي أنتظر رسالة منها. ولكن بعد أسبوع آخر اتصل ريوئتشي بي مجددا، وأخبرني أنه سيذهب إلى مدينة قوفو لاستطلاع الأمر بشكل غير مباشر؛ لأن بقاء ريكو هناك قد طال أكثر مما هو متوقع.
والآن لم يكن أمامي إلا أن أنتظر عودة ريوئتشي من هناك بفارغ صبر ليعطيني تقريرا عن الوضع.
وبالفعل زارني ريوئتشي في العيادة بعد عودته مباشرة، وفي فرصة خلو غرفة الانتظار من الزائرين، قال لي بنبرة مكتئبة وعلى جانب وجهه تنصب أشعة الشمس لسماء الشتاء الغائمة المتسربة من النافذة: «لم أعد أفهم شيئا. إنها غريبة جدا.» «كيف كان حالها؟» «لقد ذهبت إلى المستشفى التابع لبلدية المدينة، ولم أستطع على الفور زيارة المريض في غرفته وعانيت معاناة كبيرة إلى أن أمسكت بممرضة وقلت لها إنني أحد أقارب المريض ...»
وعندما سخرت منه قائلا: «مثل هذه الوسيلة أنت بارع فيها.»
مرت أكيمي بملابس التمريض البيضاء من أمامنا وهي تسترق السمع، فنظرت إليها نظرات سريعة وعنيفة جعلتها ترحل عن المكان.
لم يحرج الشاب وقال: «فعلا؛ طلبت منها قائلا لها إنني قريب له أسكن في طوكيو ولا أستطيع لسوء الوضع العائلي أن أقابله شخصيا، ولدي قلق عظيم عليه، أرجو منك أن تخبريني بكل ما يخص حالته. نظرت الممرضة سريعا إلى وجهي وأعطت لي موعدا في كافتيريا خارج المستشفى.
بعد انتظار قليل، جاءت الممرضة مرتدية معطفا أحمر فوق ملابس التمريض البيضاء، وأخبرتني بود وإخلاص بحالته.
إن المريض المسكين لن يعيش أكثر من أسبوع أو اثنين، وإن حالته سرطان كبد متأخر جعل الماء يتجمع في بطنه، ومهما شفط الماء، يظل بطنه منتفخا مثل بطن الضفدع، مما يزيد الضغط على صدره ويشعره بالمعاناة، وأن ذراعيه نحفا ليصبحا في نحافة أعواد مشجب التعليق، ... ثم بعد أن سمعت باقي أوضاع مرضه وأنا أبدي قلقا عليه، بدأت تدريجيا أوجه أسئلتي إلى لب الموضوع.
अज्ञात पृष्ठ