मानविकी विज्ञान की समस्या: इसका प्रमाणीकरण और समाधान की संभावना
مشكلة العلوم الإنسانية: تقنينها وإمكانية حلها
शैलियों
Sciere
أن يعرف؛ ليدل فقط وبتميز شديد على المنشغل بذلك النسق المعرفي النامي والمتعملق حديثا - وعلى وجه الخصوص - الطبيعة والكيمياء بمنهجهما الصارم، وطابعهما المحكم، ثم توالى اجتياح العلم لمجالات شتى، أتت كلها
Science
وفقا لهذا المصطلح المدقق. ولكن لم يوضع له مقابل في اللغة العربية إلا مصطلح «علم» العريق جدا والمترامي النطاق في ثقافتنا؛ حيث يدل على أي نشاط معرفي وأي درس عقلي على وجه الإطلاق. ولعله لم يظفر بتحديد ما إلا على يد بعض الفقهاء - كابن تيمية وابن حنبل - الذين أصروا على أن «العلم» يقتصر على أصول الدين وتفسير القرآن والشريعة والسنة ... بل وذهبوا إلى أن أي استعمال آخر له هو من قبيل التجديف والكفر. وبطبيعة الحال نهض المستنيرون من الفقهاء والفلاسفة والعلماء، وأيضا من المتكلمين ذوي المنزع العقلاني، نخص منهم بالذكر أبا الحسن العامري (متوفى 381ه)، لتأكيد أن «العلم» - هذا النشاط الشريف المعلى - يتطرق إلى مجالات أخرى كالرياضيات والنظر العقلي في شتى المواضيع والأمور. وفي كل حال كان مصطلح «العلم» في ثقافتنا العربية - ولا يزال - مصطلحا شديد العمومية، يشير - وعلى أحسن الفروض - إلى أي بناء عقلي نظامي وأي دراسة منهجية، في مقابل مصطلح
Science
الدقيق والمحدد الذي سوف نستعمله في هذا الكتاب.
إذن فمصطلح «العلم» يرد في هذا الكتاب بذلك المفهوم الدقيق المحدد ليدل فقط على: «أنساق تفيد مضمونا إخباريا، ومحتوى معرفيا، وتوصيفات دقيقة، وقوة شارحة، وقدرة تفسيرية، وطاقة تنبؤية، منصبة على ظواهر العالم التجريبي والواقعي الواحد والوحيد الذي نحيا فيه»، معنى هذا أن مصطلح «العلوم الإنسانية» يشير إلى الدراسات التي تستهدف الإحاطة المنهجية الوصفية والتفسيرية بالظواهر الإنسانية، كعلوم الاجتماع والاقتصاد والنفس والأنثروبولوجيا والجغرافيا ... إلخ، بفروعها العديدة. ولا ينطبق على الدراسات الإنسانية الأخرى المعيارية والتنظيمية من قبيل فقه اللغة، والقانون، والشريعة، والنقد الأدبي، وأنظمة المحاسبة والإدارة ... إلخ؛ أي أنها تخرج عن مجال بحثنا، وعن مجال فلسفة العلوم التجريبية. ولا ينفي هذا بطبيعة الحال خطورتها، وأهميتها الحضارية الكبيرة. بل إن التطور الكبير للسانيات واللغويات في القرن العشرين قد توغل كثيرا داخل حدود العلم، ومجرد أصول له قد انعكست على مسار العلوم الإنسانية فيما يعرف بالاتجاه البنيوي، وما تلا هذا من تطورات معرفية مهمة حدثت بفعل الحاسب الآلي (الكمبيوتر). ولكننا ملزمون بالتحديد المنطقي التجريبي الذي يحول بيننا وبين التعرض للدراسات الإنسانية المعيارية والتنظيمية.
ولما كان علم الاجتماع وعلم النفس هما القطبان اللذان يحصران كل موضوعات أو فروع العلوم الإنسانية التجريبية في تردداتها بين الجمعي العام والفردي الخاص، فإننا سنصوب عليهما الأنظار ونوليهما عناية خاصة.
ولا يمنع هذا بطبيعة الحال من التعرض للفروع الأخرى حسبما يقتضي السياق. غير أننا آثرنا الابتعاد عن «التاريخ»؛ لأننا لو اعتبرناه علما فلا بد أن يكون ذا طبيعة خاصة جدا.
ولا يفوتنا التوقف لتوضيح ضرورة استخدام مصطلح العلوم الإنسانية
अज्ञात पृष्ठ