============================================================
102 قلة طريقتي في الحراج النص المعروف في قواعد تحقيق النصوص أن المخطوطة التى يعثر عليها مكتوبة بخط المؤلف ينبغى أن ثثبت كما وصلت إلينا دون تبديل في نصها أو تصحيح، ذلك لأنها صورة عن ثقافة المؤلف وروحه. ويكون عمل المحقق أن ينبه إلى الخطا أو يصحح ما يحتاج إلى تصحيح في الحواشي(1).
وإذا كانت هذه قاعدة عامة في تشر النصوص وتحقيقها فإن لكل كتاب ظروفه وطبيعته، فما وصل إلينا من خطط المقريزي بخط المقريزي نفسه ليس النص الكامل للكتاب وإنما المسؤدة الأولى له والتي غير المقريزى في محتواها بالزيادة والنقص والتبديل والإضافة في الصورة النهائية للكتاب التى وصلت الينا في عدد كبير من المخطوطات.
فترتيب المسودة يختلف كثيرا عن الشكل النهاني للكتاب من حيث حجم الفصول وترتيب موضعها ومصادرها، فقد تبدلت خطة المؤلف في تأليف كتابه وتغيرت اكثر من مرة حتى استقرت على الشكل الذي وصل إلينا في بسخ الكتاب الكاملة، وهو في رأبي ليس أيضا الشكل النهاني الذي ارتضاه المؤلف فمضمون الكتاب كما وصل إلينا لا يتفق تماما مع المنهج الذي رسمه المقريزي في مقدمته للخطط.
وقد أعاد المقريزى استخدام المادة التي توفرت له أثناء تأليف كتابه ووزعها على فصوله التى استجدها خلال تأليفه له. فقد استمر المقريزى في تأليف الكتاب والإضافة إليه إلى قرب وفاته، فآخر تاريخ يصادفنا في النسخة النهائية للكتاب يرجع إلى عام 843ه/1439م أي قبل وفاته بعامين(2).
(1) صلاح الدين المنجد: مقدمة الجزء السادس من كنز الدرر وجامع الغرر لابن ايك التواداري، القاهرة 1161، 28. (2) المقريزي: الخطط 2: 336 س 23.
पृष्ठ 118