صحيح يا ناس، كلام جميل في محله !
عوني :
ليست الاشتراكية مسئولة عن إيجاد النبوغ في الأفراد، ولكن غايتها تمكين كل فرد من إنماء مواهبه الطبيعية إلى حدها الأقصى والتمتع بثمرة أتعابه على ما يحتاج. إن شركات الاحتكار وطغيان رأس المال يرهق بني الإنسان، ومزاعم الدول وتكالبها على الاستعمار ضيق الحياة على السائد والمسود جميعا، جاعلا أبدا أمام عيونهم شبح الحرب الهائل. وهذا المرض الفعال لا يشفيه سوى عملية الاشتراكية التي تلاشي استغلال الأفراد والجماعات؛ فتتكاتف الدول والأجناس، وتظهر العبقريات الكامنة آتية بمختلف الاختراعات والاكتشافات في العلوم والفنون، وتستخرج من الأرض خيرات جديدة لخير الجميع؛ فلا نعود نرى الأكواخ قرب القصور والموت جوعا قرب البذخ والترف؛ إذ ذاك ينفذ في العالم أجمع ذلك البند النظري الذي وضعته الثورة الفرنساوية: «خلق الناس أحرارا متساوين».
زكي أفندي :
وهذا أيضا كلام جميل يا ناس!
عارف :
بل إذ ذاك يزيد التفاوت ظهورا ... آه! ليتك يا صديقي تنفث في شيئا من إيمانك وقبولك لتلك المعاني المتعاكسة المتنافرة كشيء تقرر وقوعه. إن الثورة لم توجد نظرية المساواة؛ لأن المساواة كانت نافذة بين الأشراف الذين كانوا يعاملون بعضهم بعضا كأشباه متماثلين. ولكن ذلك البند أراد التسوية بين المراتب أمام القانون لا غير، وقد ألحقوه باستدراك خطير إذ حرموا من تلك المساواة القانونية القصر والنساء والمجانين والمحكوم عليهم؛ فيكون المتساوون والحالة هذه أقل من نصف الأمة، فأين المساواة؟
عوني :
وليس ذلك بالشيء القليل في دولة خرجت مباشرة من دور الملكية والأرستقراطية. وتلك التسوية القانونية برهان جليل على أن المساواة حل للناس، وأن لأبناء الأجيال الآتية أن يتناولوها بحقوقهم وينشروها قانونية واقتصادية واجتماعية بين إخوانهم أجمعين.
عارف :
अज्ञात पृष्ठ