يعرفوا ذلك، وان يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة».
ان أمام العرب والمسلمين اليوم فرصة كبيرة، بما حققوه على الصعيدين العسكري والسياسي، واستثمارها الى أقصى حد لخير الأسلام والمسلمين جميعا على اختلاف مذاهبهم وأجناسهم، وكسب مغانم كثيرة يرضونها لأنفسهم ولأوطانهم. ونيل حقوقهم من مغتصبيها، وامتلاك ارادتهم حرة قوية منيعة، وبسط نفوذهم على ما تحت ايديهم من ثروات، وما وهبهم الله من كنوز، والتصرف فيها وفق مشيئتهم وما تمليه عليهم مصالحهم ومصالح أجيالهم من بعدهم. وما يساعدهم على اللحاق بأقصى درجات التطور والتقدم العلمي والصناعي والحضاري الذي هو سمة العصر وآية الرقي.
وفي النهاية تشكيل قوة متحدة متماسكة، تستطيع ان تفرض ارادتها واحترامها، وتبرز للعالم اصالة تراها الديني والحضاري، وتعطي للعالم زادا جديدا من الحضارة الروحية والخلقية الممتزجة في الوقت نفسه بالحضارة المادية. تنال به اعجابه، ومن ثم... تأييده والانحياز اليه والأنضمام تحت لوائه. بعد ان يكونوا قد بلغوا الغاية في الوحدة الصافية، وساروا في تيار واحد يجرف ما يعترضه من عوائق وحواجز. يعطي الخير والنماء للأسلام واهله كما تعيد اليه ملامح صورته المشرقة، ورسالته الحقة. «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» .
لقد آن الآوان لأن نضع حدا لهذه الفرقة.. التي اوجدها اعداء الله، اعداء الاسلام، واصحاب الاهواء والاغراض والاطماع طول القرون الماضية...
وشغلونا بأنفسنا ومعاشنا عن واجبنا المقدس نحو نصرة دين الله والتمكن له في الارض،
وأدخلونا في جدل عقيم، وتسلطوا على مقدراتنا،
وشوهوا كل مقوماتنا ونحن عاجزون عن صدهم، مستسلمون لكيدهم..
ليس أمامنا من سبيل والله الا الوحدة..
الوحدة بكل اهدافها ومراميها واغراضها السامية ليس من أجلنا فحسب، ولكن من اجل البشرية جمعاء.
وفي اعتقادي ان الوحدة تسبقها الوحدة الدينية، والتعاطف المذهبي.. تعطى المثل والقدوة.. وترفع الراية.
وحدة دينية هادئة، تحمل المشعل وتضيء الطريق للوحدة السياسية، وتصنع الأساس للقوة الاسلامية الكبرى التي تستطيع ان تحقق السلام على الأرض..
--- *** ع )
पृष्ठ 12