٢٢- قال أبو نعيم: وحدثنا عبد الله بن جعفر قال: ثنا علي بن أبي علي قال: حدثنا جعفر بن كزال قال: حدثني محمد بن بشير قال: ثنا المحاربي قال: (قال لي سفيان: عمرو بن قيس هو الذي أدبني، علمني قراءة القرآن، وعلمني الفرائض، فكنت أطلبه في سوقه، فإن لم أجده في سوقه، وجدته في بيته، قائمًا يصلي، أو يقرأ في المصحف، كأنه يبادر أمورًا تفوته، فإن لم أجده في بيته وجدته في بعض مساجد الكوفة، في زاوية من زوايا المسجد، كأنه سارقٌ قاعد يبكي، فإن لم أجده وجدته في المقبرة قاعدًا ينوح على نفسه، فلما مات عمرو بن قيس أغلق أهل الكوفة أبوابهم، وخرجوا بجنازته فلما أخرجوه إلى الجبان، وكان أوصى أن يصلي عليه أبو حيان التيمي فكبر فسمعوا صائحًا يصيح: قد جاء المحسن عمرو بن قيس. وإذا البرية مملوءة من طير أبيض لم ير على خلقتها وحسنها فجعل الناس يعجبون من حسنها وكثرتها، فقال أبو حيان: أي شيء تعجبون هذه، ملائكة جاءت فشهدت عمرًا) .
1 / 46