अरब के बलाघात का अध्ययन के लिए प्रस्तावना
مقدمة لدراسة بلاغة العرب
शैलियों
ولم يفهم الناس هذا الضرب من الأدب الاجتماعي، وكان إذا أراد أحدهم أن يقول شيئا من ذلك أو ما يقرب منه أفصح إفصاحا، وبث الموعظة على أنها موعظة ونصيحة. ولو أنه فكر في وضع أفكاره ونصائحه في قصة لكانت أوقع وأشد فعلا في النفس من قص الكلام قصا وسرده سردا. ولكن العقول لم تكن نضجت بعد، ولم يصل الأدب إلى الحالة التي كانت تلهم الشعراء نوعا جديدا في الكلام والصناعة. على أن بها من جمال القول ومتانته ما لو وضعه شاعر عصري في قالب قصصي لوصل إلى ما وصل إليه موليير وغيره.
خواص الأجناس البشرية وأثرها في العقول
العوارض المختلفة التي تظهر في الأشخاص وتميز بعضها من بعض أكثرها ناشئ من اختلاف الأجناس. فإن لكل جنس أوصافا عامة تدل عليه، ومدنية خاصة تميزه من سواه في طرق الفهم والإدراك، وإذا كانت أفراد الجنس الواحد تختلف بعض الاختلاف في شيء من الصفات الخاصة فإنها تتفق في الأوصاف العامة؛ فالجنس الآري مثلا الذي منه سكان أوروبا يختلف أفراده بعضها عن بعض اختلافات بينة في مجموع مدنياتها. ولكنها تتفق في الأمور العامة، كالنوع الجرماني الذي منه أكثر أمم النمسا وممالك ألمانيا ومعظم أهل أوروبا الوسطى، فإن هؤلاء من الجنس الآري. ولكن بينهم بعض الاختلافات في تكوين مدنياتهم.
والنوع اللاتيني في جملته يميل إلى الرقة ولين الأخلاق ودقة الفهم في الفنون الجميلة، ويحب الحرية في كل شيء، ولا يرغب كثيرا في التقيد بالقوانين والقواعد حتى في العلوم، حساس كثير الخيال، خفيف الروح، يميل إلى المجون، وله صبغة خاصة في الفنون كالموسيقى والتصوير، فإنها عند الإيطاليين والفرنسويين أدق وأخف على النفس منها عند الجرمانيين، وهي أمتن وأبرع في الصناعة وأضخم عند الجرمانيين منها عند جيرانهم. هذا مثل ضربناه، ومثل ذلك يقال في المباحث العلمية والأدبية، فإن الطريقة الجرمانية تميل إلى القواعد والقوانين في كل شيء؛ لأن الفكر الألماني قاعدي؛ أي ميال إلى القوانين، وإلى بناء كل شيء على قاعدة، يرغب في أن تكون الفنون كالعلوم ذات قواعد ثابتة لا تتغير. والطريقة العلمية في دراسة البلاغة ظهرت أولا في ألمانيا، وتين ورينان وغيرهم من رؤساء الحركة الإيجابية والطرق العلمية في البحث أخذوا ذلك عن الألمانيين. هذه الفروقات نجدها أوضح وأكبر منها بين الأجناس. وقد أثبت العلماء والباحثون أن بين الأجناس وبين أفرادها فروقا مادية في تركيب الأجسام، وفروقا عقلية في كيفية الإدراك والتصور؛ فإن خصوبة العقول عند بعض الأجناس أكثر منها في غيرها.
1
فقد قالوا: إن الأمم التي هي أسبق من غيرها في مضمار المدنية واكتسابها، والتي يظهر فيها التقدم والانتقال أسرع مما يظهر في غيرها، تكون أعرق في الحضارة. ومن هنا يظهر أن في الأمم من هو أرقى من غيره، ومن هو أحط من سواه؛ ففي بعض الأمم أو في بعض الأجناس نجد «الإنسانية» ومعناها أكثر منها في غيرها؛ أي نجد ما يميز الإنسان من عقل وذكاء واستعداد للرقي وميل إلى العلوم والفنون والأدب أظهر، على حين أننا نجد الوقوف والخمول وعدم الاهتمام بالتربية في جنس آخر .
2
هذا الاختلاف الأصلي في الأجناس سبب الاختلاف في العقول والتصورات والإدراكات، أو إنه دليل على تغيير النفوس واختلاف إدراكاتها، وكل هذا يظهر في اللغة وتكوينها.
قال تين في مقدمة كتابه «تاريخ بلاغة الإنكليز»: «إذا كان تصور الأمة للأشياء تصورا جافا، كانت اللغة ضربا من الرموز أو ما يقرب من ذلك، وكان الدين عبارة عن عقيدة ساذجة، والشعر خيالا «بسيطا»، وكانت الفلسفة أشبه بشيء من النصائح والمواعظ، والعلوم مسائل مجموعة مرصوفة. وهذا يدل على جفاء العقول وجمود الأفكار على ما تقرأ وتسمع، والأمة الصينية هي مثال ذلك. فإذا كان الإدراك العام مرنا يشبه أن يكون خيالا شعريا، كانت اللغة أشبه بالشعر والقصص سهلة لينة، يكاد يدل كل لفظ منها على نفس أو على إنسان لمرونتها وعذوبتها، وكان في الدين والشعر شيء كثير من العظمة والجلال، وانتشرت الأفكار الفلسفية انتشارا عظيما. وعلى حسب ذلك يكون إدراك الجمال ودقة الفهم، وسعي العقول وراء الكمال في تحقيق ما تريد.»
3
अज्ञात पृष्ठ