وجَلّ إلَّا وله ﷺ مِثْلُ أجْرِ ذلك القول، مضمومًا إلى مقالته ﷺ وتبليغ رسالته. وما من عَمَلٍ من الأعمال المقرِّبة إلى الله ﷿ من صلاةٍ وزكاةٍ وعِتْقٍ وجِهادٍ وبِرٍّ ومعروفٍ وذِكْرٍ، وصَبْر، وعَفْوٍ، وصَفْحٍ، إلَّا وله ﷺ مِثْلُ أجْرِ عامله، مضمومًا إلى أجْرِه على أعماله. وما مِنْ دَرَجَةٍ عَلِيّةٍ، ومرتبةٍ سَنيّةٍ نالَها أحدٌ من أمّته بإرْشاده ودلالته إلَّا ولهُ مِثْلُ أجْرِها مَضْمومًا إلى درجته ﷺ ومَرْتبته، وَيَتَضاعَفُ ذلك بأنّ مَنْ دعا من أمّته إلى هُدًى، أوْ سَنَّ سُنّةً حَسَنَةً كان له أجْرُ مَنْ عَمِلَ بذلك على عدَد العاملين. ثم يكونُ هذا المُضَاعَفُ لِنَبِيّنا ﷺ، لأنَّه دَلّ عليه وأرْشَدَ إليه. ولأجْلِ هذا بكى موسى ﵇ ليلةَ الإسرآء بكاءَ غِبْطَةٍ غَبَطَ بها النبيّ ﷺ إذْ يَدْخُلُ من أمّته الجنّةَ أكثرُ مما يدخُلُ من أمّةِ موسى. ولم يَبْكِ حَسَدًا كما يتوهمّه بعضُ الجَهَلَة، وإنّما بكى أَسَفًا على ما فاته من مثل مرتبته.
ومنها: أنَّ الله ﷿ أرسل كُلَّ نبيٍّ إلى قَوْمِه خاصّةً، وأرسَلَ نبيّنا ﷺ إلى الجنّ والإنْس. فلكُلّ نبيٍّ من
1 / 27