ذاك ابن نحو سبع سنين أو ثمان، حرقها أهل البغي. ولما سافرت إلى العراق كان الباقي لنا في الجبل ودمشق وغيرهما ما يقرب من ألف كتاب وأكثرها [كذا] منه ما أخذه الناس ومنه ما تلف من النقل والوضع تحت الأرض، والباقي نحو مائة كتاب وصلت إلي بعد السعي التام. ومن العجب أنه لما فارقت ما فارقت من الكتب كان فيما بقي بعد الفتور الأول ما يزيد عن مائة كتاب بخط جدي الشيخ زين الدين (رحمه الله)، وما كان بخطه فيما تلف واحترق لا يعلم مقداره. وبالجملة، فبذهاب هذه الكتب ذهب كثير من فوائده وفوائد جدي ووالدي رحمهم الله. وحرمنا الاطلاع عليها والانتفاع منها» (1).
*** وبملاحظة ما تلونا عليك وما كان يقوله أحد كبار العلماء بأن على الطلاب أن يقرءوا «منية المريد» عشر مرات على الأقل! وبملاحظة ما يمكن أن يكون لها من دور في تربية وتزكية الطلاب وإرشادهم؛ فمن المناسب أن يقرر الكتاب ضمن الكتب الدراسية للحوزات العلوم الدينية، وأن يدرس الكتاب لهم كسائر الكتب الدراسية الإلزامية. ويبدو لي أن كثيرا من المشاكل التربوية والأخلاقية في الحوزات العلمية ستحل بالعمل بمضامين هذا الكتاب.
ب- تقرير عن الطبعات المختلفة لكتاب «منية المريد»
طبع «منية المريد» حتى اليوم في الهند وإيران والنجف الأشرف مرات عديدة، وقد راجعنا جميعها في هذه الطبعة وقابلنا نسختنا هذه بجميعها مع عدم الفائدة الكثيرة في بعضها، والآن نبين لكم هنا تاريخ تلك الطبعات، والتعريف بها، ورموزنا الاختصارية إليها في هذه الطبعة:
1- طبع لأول مرة في المطبع الحسني في بمبئي الهند سنة 1301 ه. بالقطع الرقعى وبخط جميل، بهمة المرحوم الشيخ علي المحلاتي (ره) في 196 صفحة. وهو يفضل سائر طبعات الكتاب من حيث صحة المتن وحسن الخط، باستثناء طبعة حجة الإسلام الشيخ المصطفوي الآتي ذكره. والرمز إليها «ه».
पृष्ठ 60