المريد في الكشف عن أحوال الشيخ زين الدين الشهيد» ونأسف أن قد فقد أكثر فصول هذه الرسالة ولم يبق إلا بعض الفصول منها أوردها الشيخ علي بن محمد بن الحسن بن زين الدين، حفيد ابن الشهيد في كتابه «الدر المنثور» وقد طبع هذا الكتاب قبل عشرة أعوام بمدينة قم المقدسة. وقد كتب ابن العودي عن دافعه إلى كتابة هذه الرسالة بشأن الشهيد يقول:
«... شيخنا ومولانا ومرجعنا ومقتدانا، ومنقذنا من الجهالة وهادينا، ومرشدنا إلى الخيرات ومربينا، بديع زمانه ونادرة أوانه، وفريد عصره وغرة دهره، الشيخ الإمام الفاضل، والحبر العالم العامل، والنحرير المحقق الكامل، خلاصة الفضلاء المحققين، وزبدة العلماء المدققين، الشيخ زين الملة والدين ابن الشيخ الإمام نور الدين علي ابن الشيخ الفاضل أحمد بن جمال الدين بن تقي الدين صالح- تلميذ العلامة- ابن مشرف العاملي، أفاض الله على روحه المراحم الربانية، وأسكنه في جنانه العلية، وجعلنا الله من المقتدين بآثاره، والمهتدين بأنواره بمحمد وآله عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم السلام.
ولما كان هذا الضعيف الملهوف عليه، المحزون على طيب عيش من لديه، مملوكه وخادمه: محمد بن علي بن الحسن العودي الجزيني ممن حاز على حظ وافر من خدمته، وتشرف بمدة مديدة من ملازمته- كان ورودي إلى خدمته في عاشر ربيع الأول سنة 945 (1) إلى يوم انفصالي عنه بالسفر إلى خراسان في عاشر ذي القعدة سنة 962؛
فكأنها أحلام نوم لم تكن
يا ليتها دامت ولم تتصرم
وتمتعت منها القلوب ونارها
من فرقة طفئت ولم تتضرم (2)
فوا شوقاه إلى تلك الأوقات، ووا أسفاه على ما فات- وجب أن نوجه الهمة إلى جمع تاريخ يشتمل على ما تم من أمره، من حين ولادته إلى انقضاء عمره، تأدية لبعض
पृष्ठ 10