मुंतका मिन हादीस इब्न उमर
منتقى من حديث هشام بن عمار الدمشقي، عن سعيد بن يحيى اللخمي - مخطوط
शैलियों
أما العشائر البدوية فلا تسأل أكثر من الخامس في درجة القربى من البطون ولا تطالبه لا بالمسؤولية الشخصية ولا بالجناية المالية ... أيا كان ومن أي قبيل سواء كان قريبا أو بعيدا على أن لا يكون من عشيرة أخرى.
وتمنع التطاول على أموال القبيلة بتاتا وفي حالة أن يكون القريب جنى على قريبه جناية ما سواء كانت مالية أو بدنية فإن المسؤولية تقتصر على الفخذ ولا تتجاوزه. وهذا لم يقدر بالخمسة ولكنه في الحقيقة لا يتجاوزها وأما إذا كانت قد وقعت الجناية بين أهل الفخذ فتكون المسؤولية على الفاعل نفسه دون غيره وتضاعف في الأكثر ...
ثم ان هذه الحالة للجماعات العشائرية من الألفة والتكاتف واحتماء بعضها بالبعض قد يسبب العداء بينها وبين المجاورين وتؤدي إلى ما يؤذن بالخطر، أو يهدد كيان الجماعة ويتكاتفون لأجله أو بالتعبير الأصح ان ذلك لا يحتاج إلى مقاولة أو معاهدة وإنما يتم بمجرد وقوع الخطر وحدوثه ... والمهددات لكيان العشائر كثيرة ومتعددة. ولذا نجدهم يتخذون وسائل عديدة لتقوية التضامن بينهم ويتأهبون لدفع الطوارئ والعوادي وأهمها: التذكير بالوقائع القريبة العهد والاجتماعات المتوالية في المجالس والدواوين تنبه على لزوم التضامن في حراسة الأموال والأنفس وتهييج العداء بالهوسات وبذكرى الوقائع السابقة وحكايتها واستخدام العماريات والخطابة المشوبة بحماس ومقترنة بالأشعار ومتى شعرت جماعة أو عشيرة بضعف ركنت إلى التحالف مع العشائر الأخرى المجاورة مذكرة لها بقرابة ولو بعيدة، كالاشتراك في القحطانية أو العدنانية ... أو بجوار، أو بوقائع متماثلة أعانتها بها، أو بالأخطار التي تنجم من جراء ذلك أو استعطافها وأنها سوف ينالها ما ينال هذه، وقد تستخدم عدة وسائل من هذه وفي خلال ذلك ترى التهويل، والاستنهاض ...
ومن ثم يحصل الاتفاق، أو التحالف أو يتدخل في أمر الصلح ...
وهذه حالات أشبه بالحقوق الدولية أو أنها مصغرتها، والطبيعية منها ...
ونترك الآن البحث عن العلاقات بين العشائر المتقاربة أو المتباعدة
पृष्ठ 63