मुंतका मिन हादीस इब्न उमर
منتقى من حديث هشام بن عمار الدمشقي، عن سعيد بن يحيى اللخمي - مخطوط
शैलियों
وقتال مستمر ... ينشب بينهم غالبا لأدنى حادث أو لأقل سبب ... والذي يتأهب لمثل هذه الامور يختلق، أو يوجد ما يدعو لتنفيذ رغبته والقيام بعمليته ...
هذه الحالة هي في كافة أوضاعهم الجاهلية، ووقائعهم معروفة في ازمانهم الغابرة وامثلتها كثيرة جدا ... بل التاريخ مليء بها ولما دخلت العقيدة الاسلامية غيرت هذه الحالة وجعلت اساسها احترام الشعوب والقبائل، وجعلتها واسطة التعارف، وأوقفتها عند حدودها، ودعت إلى الاسلام والتآلف، وحثت على الوفاء بالعهود، ولم تبرر نقض العهد بوجه، ومنعت المفاجآت الحربية بلا سبب صحيح ... فسيرت هؤلاء نحو الطريق الأمثل، والاخوة العامة، وازالة البغضاء فيما بينهم ... وأصلحت الحالة الاجتماعية، وسيرت القوم نحو السيرة اللائقة ...
ولما كان العرب اول من بدأ الدعوة فيهم بسبب تغلب البداوة عليهم لزم تسييرهم بمقتضى تلك الشريعة فقامت اولا باصلاح البيت وأركانه، ثم امرت بالتقريب بين القبائل ومجاوريها، ومنعت مما يضر بألفتها كالتنابذ، وذكر المعايب والمثالب ... وحرمت النفوس والاموال بل جعلتهما محترمين ... فمشى الكل من بدو وحضر على مرسومها باخلاص في مراعاة سياسة موحدة مبناها المبدأ القويم والاخوة العقائدية، ورفعت الحواجز الرديئة من نعرة جاهلية، وعصبية باطلة ...
ومن ثم كان لتعاليم الاسلام قبول واذعان بين العرب، لما فيه من الاوصاف الفاضلة، النبيلة فزال العداء وذهب الخصام، وبقي الوضع القبائلي مدارا للتعارف والتآلف فصاروا اخوانا بعد ان كانوا اعداء مما لم تر البشرية مثله في عصورها السالفة والحاضرة معا ... الغاية شريفة، والوحدة صحيحة والغرض سام لا شائبة فيه للتحكم والاستعباد، والعقيدة خالصة، والطريقة مثلى، والادارة قويمة، ذلك ما مكنهم في الارض، وجعلهم الوارثين ...
पृष्ठ 10