============================================================
نور الدين الصابوني ابتداء محنة لموسى من غير أن يكون منه نظر إلى منافع العصا أو اعتماد عليها.
وقوله: وكى مدبرا} يعني خاف وفر منه. وقد ذكرنا أن مثل هذا الخوف خوف طبع وذلك جائز من الأنبياء، إذ هم جبلوا على خلقة البشرية. ويجوز أن يكون خوفه من الله تعالى بالنظر إلى تلك الأعجوبة، اذ كان يعرف أنه لا صنع لأحد في جغل العصا حية فخاف من الذي جعلها حية، لا من الحية. بخلاف الخليل ظي لم يخف من نار نمرود لأن ذلك كان باختيار نمرود وضنعه. وهو كان عدو الله والخليل حبيب الله، فأيقن الخليل أنه لا يسلط عدوه على خليله. بخلاف موسى فإنه رأى صنع الله في تغيير العصا حية من غير واسطة فهاب قهر الله وخاف تغيير حاله كتغيير حال العصا حية. ولأن الخليل كان في هاية الحال وهو حال الرسالة وقد مضت عليه التجارب فصار مرتاضا بكليته. وموسى كان في بداية حال النبوة ولم يبلغ حال الرسالة.
وقوله تعالى: {خذها ولا تخف)، يحتمل أن يكون هذا منع الخوف من موسى لا أن يكون خائفا فنهاه عنه، ويكون معناه أثبت على يقينك.
ويجوز أن يكون خائفا بحكم طبع البشرية على ما ذكرناء ويحتمل أنه خاف 417ظ] أن لا يميل طبعه إليها بعد ذلك، فأمنه الله تعالى بقوله: (ولا تخق سنعيها سيرتها الأولى.5 وأوفق ما في الباب أنه لما كان من حكم الله تعالى أنه يذهب إلى فرعون ويستقيله في دعوته الأهوال قدم أسباب الفراغ من خوف المخلوقين، وإن كان اعتقاده على الخوف من الله تعالى يقوي) اعتقاده بالفراغ عن الخلق ليزداد قوة على الدعوة. وقال بعضهم: إن العصا لم سورة القصص، 31/48.
2 م: فأتقن 3 : حالة الرسالة.
ابتداء.
طه،2114.
م: فقوى:
पृष्ठ 93