الصدف بطن وهم بنو أسلم بن زيد بن مالك بن زيد بن حضرموت، الذي فتح مصر مع عمرو بن العاص ﵁، قال القضاعي اختطوا بمصر، ومنهم جشعم الخليل الصحابي ﵁، من الذين بايعوا تحت الشجرة، وكساه النبي ﷺ. قال في الاستيعاب بنو بكال بطن من حضرموت، وقيل من حمير، ومنهم منوف البكاء صاحب النبي ﷺ. قال الجوهري: وقد ذهب أكثرهم ودخلوا كندة، وقال الجرجاني النسابة: كان فيهم ملوك تقارب التبابعة في علو الصيت، ونباهة الذكر. وأولهم ملكا عمر وبن الأشنب بن ربيعة ابن إيرام بن حضرموت، ثم ابنه نمر الأزج ملك مائة سنة وقاتل العمالقة، ثم كريب بن الأزج ملك مائة وثلاثين سنة، ثم ملك مرفد ومروان ولدا كريب مائة وأربعين سنة، ثم ملك علقمة ذو قيعان ثلاثين سنة، ثم ملك ابنه ذو عيل بن ذوعيل عشرين سنة، وسكن صنعاء وغزا بلاد الصين، وقتل ملكها وأخذ سيفه، ولما رام سنان غزو الصين تحول ذو عيل إلى صنعاء، واشتدت وطأته وكان أول من غزا الروم من ملوك اليمن، وأول من أدخل الحرير والديباج اليمن، ثم ملك ابنه بدعات بحضرموت أربعين سنة ثم ملك ابنه بدعيل وبنى حصونا، وخلف آثارًا، ثم ملك من بعده حماد بن بدعيل بحضرموت، وبنى حصنه المعقرب وغزا فارس في عهد سابور ذي الأكتاف، ودام الملك له ثمانين سنة وقال أول ما اتخذ الحجاب من ملوكهم، ثم ملك يشرح بن ذي دب بن ذي حماد بن عاد مائة سنة وكان أول من رتب الرواتب، وأقام الجسور، ثم ملك منعم بن الملك دثار بن جذيمة، ثم يشرح بن جذيمة بن منعم، ثم نمر بن يشرح، ثم ابنه ساجن، وفي أيامه تغلبت الحبشة على اليمن، ومن حضرموت وائل بن حجر الذي كتب إليه النبي ﷺ، ومن نسله ابن خلدون صاحب التاريخ واسمه عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن محمد بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن خلدون الحضرمي، يتصل نسبه بوائل بن حجر، وقد تفرقت حضرموت في سائر الأقطار، وفي بلادهم حضرموت أحياء كثيرة، كما في الحجاز وغيرة. انتهى ما اختصرناه من نسبهم.
فصل
في جرهم بن قحطان
وكانت جرهم في الحجاز وكانوا بطونا وقبائل ومنهم ملوك، وكانوا سكان مكة المشرفة، وكانوا باليمن. فلما ملك يعرب بن قحطان ولى أخاه جرهم على الحجاز، وملكه، ثم ملك بعده ابنه عبد ياليل بن يليل، ثم ملك بعده المدان، ثم ابنه بديلة بن المدان، ثم ابنه عبد المسيح، ثم ابنه مضان، ثم ابنه عبد المسيح، ثم ابنه الحارث بن مضان، ثم ابنه عمرو، ثم أخوه ليث بن الحارث. ثم لم يزالوا ملوكا حتى نزل إسماعيل ﵇ مكة فنزلوا عليه وتزوج منهم، وتعلم العربية وقدم عليه الخليل، وبنوا البيت، وكانت ولايته بيده وبعض بنيه، ثم استولت جرهم على البيت، ثم تغرقت قبائل العرب بسيل العرم، ونزلت عليهم خزاعة وأخرجت جرهم من مكة، ولهم في ذلك أشعار في سبب إخراجهم من مكة، منهم وصية قصي بن الحارثة بن عمرو بن غامر لبنيه:
بلد لأهل الخوف فيها مأمن ... والطير فيها والأوابد تسلم
فيها المشاعر والعلامات التي ... وصف الخليل بها النبي المكرم
والبيت بيت الله والحرم الذي ... من دونها تلك القليب الزمزم
ولسوف تسفك منهم فئة ومن ... أحياء جرهم يا بني أقصى الدم
وقيل: هذه الوصية سبب إخراج خزاعة جرهما من مكة، حرسها الله تعالى، وحفظت خزاعة الوصية وبها استولوا على البيت وأخرجت جرهما إلى اليمن، ويقال: بقاياهم بها إلى الآن، ولهم في ذلك أشعار وأخبار ليس لنا فيها حاجة.
فصل
في نسب كهلان
1 / 23