وكتب له عمرو بن حارثة بن ماء السماء كتابا إلى الشام يقول في افتتاحه شعرًا. وذكروا أن زيدًا لما خرج من أحياء قضاعة إلى الشام وسار إلى الحجاز، وقع بينه وبين عشيرته كلام وحماسة ومحاسدة، فتفرقوا. فمنهم من رجع إلى اليمن ونسله بها، وهم خولان بن عمرو بن إلحاف بن مالك بن زيد، وعدوان بن زيد. وأما من مضى من قضاعة إلى الشام فهم عاملة بن مالك بن ربيعة بن قضاعة وإخوتهم، وكان بالشام أكثرهم عددًا وأشدهم بأسًا وعزًا بنو أكلب بن وبرة. ومنهم جناب، وفيهم العمائر، ومنهم عدى، وأويس، وأيم الله، وسعد الله، ووهب الله، وزيد الله. فهؤلاء بن رفيدة بن نوير بن كلب، ومنهم تنوخ، ومنهم القليص، ومنهم كنانة الكبرى. فهؤلاء حماة الشام وبدوها، الذين لهم الخفارات على قرى الشام ومدائنها. وقضاعة بطون وأفخاذ، ومن بطونهم بنو عذرة، ومن بني عذرة بنو رفاعة، ومن بطون عذرة بنوكثير، وبنو أحرمة بطن من عذرة، ومن عذرة بنو كاهل، منهم حميرة بن النعمان بن هود، وبنو زهرة بطن من عذرة، وهو زهرة بن زيد بن سعد بن كاهل، وبنو كاهل بطن من عذرة، وهم رهط عروة صاحب عفراء بنت معاصر بن مالك. وبنو هند بطن من عذرة، منهم وهب الفقيه، ومن عذرة وكنانة عذرة الذين منهم رزاح، أخو قصي بن كلاب، وهو رزاح بن ربيعة أخو قصي بن كلاب لأمه، ورزاح الذي أخرج خزاعة من مكة، وملك أخاه قصي بن كلاب على مكة، وكانت منازل قضاعة السر المعروف بنجد وهو القائل في مسيره شعرًا ومن قوله:
سرنا السير من أشمذين ... ومن كلاب جمعنا قبيلا
قوله السر هو السر المعروف بنجد وأشمذين تعرف بالوشيين بقرب ساجر. فلما رجع رزاح من غزوة خزاعة وتوليته أخاه لآمه قصي بن كلاب على مكة، كان بين رزاح وبين حوتكة بن أسلم بن إلحاف بن قضاعة، وبين نهد بن زيد ابن أسلم بن إلحاف بن قضاعة شيء من الضغن فأجلاهم من بلادهم نجد والسر، وألحقهم باليمن، فقال قصي يلومه:
إلى من مبلغ عني رزاح ... فإني قد لحوتك في اثنتين
ومن بطون قضاعة بنو وبرة أخو كلب بن تغلب بن وبرة، ومن بطون قضاعة بنو الذئب بن أسيد، ويقال منهم الذيبة البطن المعروف في عتيبة، ومن الذيبة الذوية رؤساءبني عمرو في مسروح حرب، وبنوا أسيد هذا بطن كبير. وبنو القين بطن من أسيد بن وبرة، ومن بني القين القنيني البطن المعروف في عباد، وبنو كعب بطن من أسيد بن وبرة، وبنو مالك بطن من وبرة، وهو مالك بن كعب بن جضم بن كعب بن سعد بن كعب بن حكم بن سعد بن وبرة. وبنو كلب بطن من قضاعة.
قال أبو سعيد منهم خلق كثير على خليج القسطنطينية منهم مسلمون، ومنهم نصارى. ومن بطون كلب الخزرج، ومن كلب بن وبرة، من بطون كليب بن وبرة بنو أصحب بطن، ومن بطون قضاعة بنو ثور، وهو ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن عمران بن إلحاف بن مالك بن إلحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير، وهم البطن المعروفون في سبى همدان، ومن بني ثور عرينة، وعرينة هذا بطن من بني ثور العرينات المعروفين في سبيع، منهم آل سويلم أهل الرياض، ومنهم العرينات أهل رغبة، وعرينات أهل عنيزة، وسائر عرينة سبيع من هؤلاء، ومن بني ثور هذا آل سليم أهل عنيزة، وأل صقير، والجاد، فهؤلاء من بني ثور، والثنيان والبركان أهل الخبراء، والبكيرية، وآل عقيل، وآل دخيل أهل الرس، الذين منهم محماس الدخيل بالمدينة، والشبالا الذين منهم الشبلي، فهؤلاء من سبيع. ومن بطون قضاعة جناب، بطن من وبرة، ومنهم زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة الكلبي، واحد ممن اجتمعت عليهم قضاعة. وكان يدعى الكهلانة، وعاش مائتين وخمسين سنة، وقيل أربعمائة وخمسين سنة، واقع فيها مائتين واقعة، وكان شجاعا مظفرًا ميمونًا. وكان سبب غزاته غظفان بن بغيض بن ريث بن غظفان حين خرجوا من تهامة بأجمعهم، فتعرضت لهم صدا قبيلة من مذحج فقاتلوهم فظهروا صدا، وأخذوا أموالهم، فلما رأوا غظفان أن مالهم قد كثر قالوا: لنتخذن حرمًا مثل مكة، لا يقتل فيه صيد ولا يهاج عائده، فبنوا حرما ووليته بنو مرة بن عوف، فلما بلغ فعلهم وما أجمعوا عليه زهير بن جناب، قال والله لا يكون، ثم إن زهير بن جناب غزا غظفان بقومه قضاعة وسائر العرب، وقاتل غظفان وظفر بهم، وعطل ذلك الحرم، وسبا نسائهم وأموالهم وقصته مشهورة اختصرناها.
1 / 18