المنتخب من كتاب ذيل المذيل من تاريخ الصحابة والتابعيه تصنيف أبى جعفر محمد بن جرير الطبري 1358 ه 1939 م منشورات مؤسسة الاعلمي للمطبوعات بيروت لبنان ص.
ب.
पृष्ठ 1
7120 بسم الله الرحمن الرحيم قال أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري في كتاب ذيل المذيل من تأريخ الصحابة والتابعين (وأما) من النساء اللواتى متن قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فزوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى ابن قصى وكانت تكنى أم هند رضى الله عنها وهند ابن لها من أبى هالة بن النباش بن زرارة زوج كان لها قبل النبي صلى الله عليه وسلم كنيت به وتوفيت قبل الهجرة بثلاث سنين وهى يومئذ ابنة خمس وستين سنة كذاك حدثنى الحارث عن ابن سعد عن محمد بن عمر عن محمد بن صالح وعبد الرحمن بن عبد العزيز * وكانت وفاتها في شهر رمضان من هذه السنة ودفنت بالحجون رحمها الله (قال وممن مات في سنة 8 من الهجرة)
पृष्ठ 2
في أولها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت أسن بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان سبب وفاتها أنها لما أخرجت من مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أدركها هباربن الاسود ورجل آخر فدفعها أحدهما فيما قيل فسقطت على صخرة فأسقطت فاهراقت الدم فلم يزل بها وجعها حتى ماتت منه * قال وممن قتل منهم جعفر بن أبى طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف قتل بمؤتة شهيدا * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة وأبو تميلة عن ابن إسحاق عن يحيى بن عباد عن أبيه قال حدثنى أبى الذى أرضعني وكان أحد بنى مرة بن عوف وكان في تلك الغزوة غزوة مؤتة قال والله لكأنى أنظر إلى جعفر عليه السلام حين اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها فقاتل القوم حتى قتل وكان جعفر عليه السلام أول رجل من المسلمين فيما قيل عقر في الاسلام * قال محمد بن عمر حدثنى عبدالله بن محمد بن عمر بن على بن أبيه قال ضربه يعنى جعفرا رجل من الروم فقطعه بنصفين فوقع أحد نصفيه في كرم فوجد في نصفه ثلاثون أو بضعة وثلاثون جرحا * وكان إسلام جعفر عليه السلام قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ويدعو فيها وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية ومعه امرأته أسماء بنت عميس فلم يزل بأرض الحبشة حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ثم قدم عليه من أرض الحبشة وهو بخيبر سنة 7 وقتل سنة 8 من الهجرة في جمادى الاولى منها وهو أحد أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم على السرية التى وجهها إلى الروم وكان جعفر يكنى أبا عبدالله * وزيد الحب بن حارثة بن شراحيل بن عبدالعزى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبدود بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات ابن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف
पृष्ठ 3
ابن قضاعة واسمه عمرو بن مالك بن عمرو بن مرة بن مالك بن حمير بن سبأ يشجب بن يعرب بن قحطان ذكر أن أم زيد وهى سعدى بنت ثعلبة بن عبد عامر بن أفلت بن سلسلة من بنى معن من طئ زارت قومها وزيد معها فأغارت خيل لبنى القين بن جسر في الجاهلية فمروا على أبيات بنى معن رهط أم زيد فاحتملوا زيدا وهو يومئذ غلام يفعة قد أوصف فوافوا به سوق عكاظ فعرضوه للبيع فاشتراه منهم حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصى لعمته خديجة بنت خويلد بأربعمائة درهم فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبته له فقبضه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه وقد كان أبوه حارثة ابن شراحيل حين فقده قال بكيت على زيد ولم أدر ما فعل * أحى يرجى أم أتى دونه الاجل فوالله ما أدرى وإن كنت سائلا * أغالك سهل الارض أم غالك الجبل فياليت شعرى هل لك الدهر رجعة * فحسبي من الدنيا رجوعكك لى بجل تذكر نيه الشمس عند طلوعها * وتعرض ذاكراه إذا قارب الطفل وإن هبت الارواح هيجن ذكره * فيا طول ما حزنى عليه وما وجل سأعمل نص العيش في الارض جاهدا * ولا أسأم التطواف أو تسأم الابل حياتي أو تأتى على منيتى * وكل امرئ فان وإن غره الامل وأوصى به عمرا وقيسا كليهما * وأوصى يزيدا ثم من بعدهم جبل قال يريد جبلة بن حارثة أخا زيد بن حارثة وكان أكبر من زيد ويعنى بيزيد أخا زيد لامه وهو يزيد بن كعب بن شراحيل وحج ناس من كلب فرأوا زيدا فعرفهم وعرفوه فقال أبلغوا أهلى هذه الابيات فإنى أعلم أنهم قد جزعوا على وقال الكنى إلى قومي وإن كنت نائيا * بأنى قطين البيت عند المشاعر
पृष्ठ 4
فكفوا من الوجد الذى قد شجاعكم * ولا تعملوا في الارض نص الاباعر فإنى بحمدالله في خير أسرة * كرام معد كابرا بعد كابر فانطلق الكلبيون فأعلموا أباه فقال ابني ورب الكعبة ووصفوا له موضعه وعند من هو فخرج حارثة وكعب ابنا شراحيل بفدائه وقدما مكة فسألا عن النبي صلى الله عليه وسلم فقيل هو في المسجد فدخلا عليه فقالا يا ابن عبدالله يا ابن عبدالمطلب يا ابن هاشم يا ابن سيد قومه أنتم أهل حرم الله وجيرانه وعند بيته تفكون العانى وتطعمون الاسير جئناك في ابننا عندك فامنن علينا وأحسن الينا في فدائه فإنا سنرفع لك في الفداء قال من هو قالوا زيد بن حارثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلا غير ذلك قالوا ما هو قال ادعوه فأخيره فإن اختاركم فهو لكما بغير فداء وإن اختارني فوالله ما أنا بالذى أختار على من اختارني أحدا فقالا قد زدتنا على النصف وأحسنت فدعاه فقال تعرف هؤلاء قال نعم قال من هما قال هذا أبى وهذا عمى قال فأنا من قد علمت وعرفت ورأيت صحبته لك فاخترى أو اخترهما فقال زيد ما أنا بالذى أختار عليك أحدا أنت منى مكان الاب والعنم فقالا له ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك قال نعم إنى قد رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذى أختار عليه أحدا أبدا فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه إلى الحجر فقال يا من حضر اشهدوا أن زيدا ابني أرثه ويرثنى فلما رأى ذلك أبوه وعمه طالب أنفسهما وانصرفا فدعى زيد بن محمد حتى جاء الله عزوجل بالاسلام حدثنى بذلك كله الحارث عن ابن سعد عن هشام بن محمد عن أبيه وعن جميل بن مرثد الطائى وغيرهما وقد ذكر بعض الحديث عن أبيه عن أبى صالح عن ابن عباس وقال في إسناده عن ابن عباس فزوجه رسول الله
पृष्ठ 5
صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش بن رئاب الاسدية وأمهما أميمة بنت عبدالمطلب ابن هاشم فطلقها زيد بعد ذلك فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلكم المنافقون فيى ذلك وطعنوا فيه وقالوا محمد يحرم نساء الولد وقد تزوج امرأة ابنه زيد فأنزل الله عزوجل " ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين " إلى آخر الآية وقال " ادعوهم لآبائهم " فدعى يومئذ زيد بن حارثة ودعى الادعياء إلى آبائهم فدعى المقداد إلى عمرو وكان يقال له المقداد بن الاسود وكان الاسود ابن عبد يغوث قد تبناه وقتل زيد في جمادى الاولى من هذه السنة وهو ابن خمس وخمسين سنة وكان يكنى أبا سلمة فيما قيل * فقال محمد بن عمر حدثنا محمد بن الحسن ابن أسامة بن زيد عن أبيه قال كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين زيد عشر سنين، رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر منه وكان زيد رجلا قصيرا آدم شديد الادمة في أنفه فطس وكان يكنى أبا أسامة وشهد زيد بدرا وأحدا واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة حين خرج إلى المريسيع وشهد الخندق والحديبية وخيبر وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم * قال وثابت بن الجذع من بنى سلمة من الانصار وهو ثابت بن ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام بن كعب والجذع ثعلبة بن زيد وسمى بذلك فيما قيل لشدة قلبه وصرامته ويقال أيضا ثابت بن ثعلبة الجذع وشهد ثابت العقبة مع السبعين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة من الانصار وشهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية وخيبر وفتح مكة ويوم حنين والطائف وقتل يومئذ شهيدا (قال وفى سنة 8 من الهجرة) ماتت أم كلثوم ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعبان فصلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل في حرفتها فيما قيل على بن أبى طالب عليه السلام والفضل
पृष्ठ 6
ابن العباس وأسامة بن زيد وهى التى روى عن أم عطية أنها قالت غسلت إحدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم * وروى عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما وضعت في قبرها لا ينزل في قبرها أحد قارف أهله الليلة وقال أفيكم أحد لم يقارف أهله الليلة فقال أبو طلحة أنا يا رسول الله فقال انزل فنزل (قال وفى سنة 11 من الهجرة) توفيت فاطمة ابنة محمد صلى الله عليه وسلم لثلاث ليال خلون من شهر رمضان وهى ابنة تسع وعشرين سنه أو نحوها وقد اختلف في وقت وفاتها فروى عن أبى جعفر محمد بن على عليه السلام أنه قال توفيت فاطمة عليها السلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر وأما عبدالله بن الحارث فإنه فيما روى يزيد بن أبى زياد عنه قال توفيت فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد رسول الله بثمانية أشهر * وقال محمد بن عمر حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة * قال وحدثنا ابن جريج عن الزهري عن عروة أن فاطمة عليها السلام توفيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر قال ابن عمر وهو الثبت عندنا قال توفيت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة 11 وذكر عن جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال كانت كنية فاطمة عليها السلام أم أبيها * قال وأبو العاص بن الربيع ابن عبدالعزى بن عبدشمس بن عبد مناف بن قصى واسمه مقسم وأمه هالة ابنة خويلة بن أسد بن عبدالعزى بن قصى وخالته خديجه ابنة خويلد زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجه ابنته زينب ابنة رسول الله قبل الاسلام فولدت له عليا وأمامة فتوفى عليه وهو صغير وبقيت أمامة فتزوحها على بن أبى طالب عليه السلام بعد وفاة فاطمة ابنة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو العاص بن الربيع فيمن شهد بدرا مع المشركين فأسره
عبدالله بن جبير بن النعمان الانصاري فلما بعث أهل مكة في فداء أساراهم قدم في فداء أبى العاص أخوه عمرو بن ربيع.
فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد قال حدثنين يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير عن أبيه عباد عن عائشة قالت لما بعث أهل مكة في فداء أساراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أبى العاص بمال وبعثت فيه بقلادة كانت خديجة أدخلتها بها على أبى العاص حين بنى عليها قالت فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة وقال إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذى لها فافعلوا فقالوا نعم يا رسول الله فأطلقوه وردوا عليها الذى لها ولم يزل أبو العاص معها على شركه حتى إذا كان قبيح الفتح فتح مكة خرج بتجارة إلى الشأم وبأموال من أموال قريش أبضعوها معه فلما فرغ من تجارته وأقبل قافلا لقيته سرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان هو الذى وجه السرية للعير التى كان فيها أبو العاص قافلة من الشأم وكانوا سبعين ومائة راكب أميرهم زيد بن حارثة وذلك في جمادى الاولى من سنة 6 من الهجرة فأخذوا في تلك العير من الاثقال وأسروا أناسا ممن كان في العير فأعجزهم أبو العاص هربا فلما قدمت السرية بما أصابوا أقبل أبو العاص من الليل حتى دخل على زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الصبح وكبر وكبر الناس معه فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثنى يزيد بن رومان قال صرخت زينب أيها الناس إنى قد أجرت أبا العاص بن الربيع فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة أقبل على الناس فقال يا أيها الناس هل سمعتم ما سمعت قالوا نعم قال أما والذى نفس محمد بيده ما علمت بشئ كان حتى سمعت منه ما سمعتم إنه يجير على المسلمين أدناهم ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على ابنته زينب فقال أي بنية أكرمي مثواه
पृष्ठ 7
ولا يخلصن إليك فإنك لا تحلين له (قال ابن إسحاق) وحدثني عبدالله بن أبى بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى السرية الذين أصابوا مال أبى العاص فقال لهم إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم وقد اصبتم له مالا فإن تحسنوا تردوا عليه الذى له فإنا تحت ذلك وإن أبيتم ذلك فهو فئ الله الذى أفاءه اليكم وأنتم أحق به قالوا يا رسول الله بل نرده عليه قال فردوا عليه ماله حتى ان الرجل ليأتي بالحبل ويأتى الرجل بالشنة والادواة حتى إن أحدهم ليأتي بالشظاظ حتى ردوا عليه ماله بأسره لا يفقد منه شيئا ثم احتمل إلى مكة فأدى إلى كل ذى مال من مال قريش ماله ممن كان أبضع معه ثم قال يا معشر قريش هل بقى لاحد منكم عندي مال لم يأخذه قالوا لا جزاك الله خيرا فقد وجدناك وفيا كريما قال فإنى أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وما منعنى من الاسلام عنده إلا تخوف أن تظنوا أنى إنما أردت أكل أموالكم فلما أداها الله عزوجل اليكم وفرغت منها أسلمت ثم خرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال ابن إسحاق) فحدثني داود بن الحصين عن عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس قال رد رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بالنكاح الاول لم يحدث شيئا بعد ست سنين ثم إن أبا العاص رجع إلى مكة بعد ما أسلم فلم يشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم مشهدا ثم قدم المدينة بعد ذلك وتوفى في ذى الحجة سنة 12 في خلافة أبى بكر وأوصى إلى الزبير بن العوام قال وذكر هشام بن محمد أن معروف بن خربوذ المكى حدثه قال خرج أبو العاص بن الربيع في بعض أسفاره إلى الشام فذكر امرأته زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشأ يقول ذكرت زينب لما وركت إرما * فقلت سقيا لشخص يسكن الحرما بنت الامين جراها الله صالحة * وكل بعل سيثنى بالذى علما
पृष्ठ 8
* قال وعكرمة بن أبى جهل واسم أبى جهل عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمربن مخزوم ذكر محمد بن عمر أن أبا بكر بن عبدالله بن أبى سبرة حدثه عن موسى بن عقبة عن أبى حبيبة مولى الزبير عن عبدالله بن الزبير قال لما كان يوم فتح مكة هرب عكرمة بن أبى جهل إلى اليمن وخاف أن يقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت امرأته أم حكيم ابنة الحارث بن هشام أمرأة لها عقل وكانت قد اتبعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ابن عمى عكرمة قد هرب منك إلى اليمن وخاف أن تقتله فآمنه قال قد آمنته بأمان الله فمن لقيه فلا يعرض له فخرجت في طلبه فأدركته في ساحل من سواحل تهامة وقد ركب البحر فجعلت تليح إليه وتقول يا ابن عم جئتك من أوصل الناس وأبر الناس وخير الناس لا تهلك نفسلك وقد استأمنت لك منه فآمنك فقال أنت فعلت ذلك قالت نعم أنا كلمته فآمنك فرجع معها فلما دنا من مكة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه يأتيكم عكرمة بن أبى جهل مؤمنا مهاجرا فلا تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذى الحى ولا يبلغ الميت قال فقدم عكرمة فانتهى إلى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته معه فسبقته فاستأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت فأخبر عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدوم عكرمة فاستبشر ووثب قائما على رجليه وما على رسول الله صلى الله عليه وسلم رداء فرحاح بعكرمة وقال أدخليه فدخل فقال يا محمد إن هذه أخبرتني أنك آمنتني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنت آمن قال عكرمة فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك عبدالله ورسوله وقلت أنت أبر الناس وأصدق الناس وأوفى الناس أقول ذلك وإنى لمطأطئ رأسي استحياء منه ثم قلت يا رسول الله استغفر لي كل عداوة عاديتكها أو مركب أو صعت فيه أريد إظهار الشرك فقال
पृष्ठ 9
رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لعكرمة كل عداوة عادانيها أو مركب أوضع فيه يريد أن يصد عن سبيلك قلت يا رسول الله مرنى بخير ما تعلم فأعلمه قال قل أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وجاهد في سبيله قال عكرمة أما والله يا رسول الله لا أدع نفقة كنت أنفقها في صد عن سبيل إله إلا أنفقت ضعفها في سبيل الله عزوجل ثم اجتهد في القتال حتى قتل شهيدا يوم أجنادين في خلافة أبى بكر وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله عام حجه على هوازن يصدقها فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعكرمة يومئذ بتبالة (قال وممن هلك سنة 14 من الهجرة) نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف وكان يكنى أبا الحارث بابنه الحارث وكان نوفل فيما قيل أسن من أسلم من بنى هاشم وكان أسن من عميه حمزة والعباس وأسن من إخوته ربيعة وأبى سفيان وعبد شمس بنى الحارث وأسر نوفل بن الحارحث ببدر * قال ابن سعد أخبرنا على بن عيسى النوفلي عن أبيه عن عمه إسحاق بن عبدالله بن الحارث عن عبدالله بن الحارث بن نوفل قال لما أسر نوفل ابن الحارث ببدر قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم افد نفسك يا نوفل قال مالى شئ أفدى به يا رسول الله قال افد نفسك برماحك التى بجدة قال أشهد أنك رسول الله وفدى نفسه بها وكانت ألف رمح وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين نوفل والعباس ابن عبدالمطلب وكانا قبل ذلك شريكين في الجاهلية متفاوضين في المال متحابين وشهد نوفل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنينا والطائف وثبت يوم حنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين بثلاثة آلاف رمح فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنى أنظر إلى رماحك يا أبا الحارث تقصف أصلاب المشركين وتوفى نوفل بن الحارث بعد أن استخلف
पृष्ठ 10
عمر بن الخطاب بسنة وثلاثة أشهر فصلى عليه عمر ثم مشى معه إلى البقيع حتى دفن هناك وأبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب بن هاشم كان أخا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة أرضعته حليمة أياما وكان يألف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عاداه وهجاه وهجا أصحابه فمكث عشرين سنة مناصبا لرسول الله لا يتخلف عن موضع تسير فيه قريش لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ذكر شخوص رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة عام الفتح ألقى الله عزوجل في قلبه الاسلام فتلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم تلقيه قبل نزوله الاواء فأسلم هو وابنه جعفر وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهد فتح مكة وحنينا قال أبو سفيان فلما لقينا العدو بحنين اقتحمت عن فرسى وبيدي السيف صلتا والله يعلم أنى أريد الموت دونه وهو ينظر إليه فقال العباس يا رسول الله هذا أخوك وابن عمك أبو سفيان بن الحارث فارض عنه قال قد فعلت فغفر الله عزوجل له كل عداوة عادانيها ثم التفت إلى فقال أخى لعمري فقبلت رجله في الركاب قالوا ومات أبو سفيان بن الحارث بالمدينة بعد أخيه نوفل بن الحارث بأربعة أشهر إلا ثلاث عشرة ليلة ويقال بل مات سنة 20 وصلى عليه عمر بن الخطاب ودفن في ركن دار عقيل بن أبى طالب بالبقيع وكان هو الذى حفر قبر نفسه قبل أن يموت بثلاثة أيام (قال وممن قتل في سنة 16) سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية بن زيد وهو الذى يقال له سعد القارئ ويكنى أبا زيد وهو أحد الستة الذين روى عن أنس بن مالك أنهم جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يوم القادسية
पृष्ठ 11
شهيدا سنة 16 وهو ابن أربع وستين سنة وفيها كانت وفاة مارية أم إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليها عمر بن الخطاب وقبرها بالبقيع (ذكر من قتل أو مات منهم في سنة 23 من الهجرة) * قال منهم عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزى بن رياح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدى بن كعب وكان يكنى أبا حفص، قال ابن سعد أخبرنا يعقوب ابن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح بن كيسان قال قال ابن شهاب بلغنا أن أهل الكتاب كانوا أول من قال لعمر الفاروق وكان المسلمون يأثرون ذلك من قولهم ولم يبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر من ذلك شيئا قال ابن عمر حدثنى أبو بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه قال طعن عمر يوم الاربعاء لاربع ليال بقين من ذى الحجه سنة 23 ودفن يوم الاحد صباح هلال المحرم سنة 24 (قال وممن توفى سنة 32 من الهجرة) الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف أخو عبيدة بن الحارث الذى بارز عتبة بن ربيعة يوم بدر وشهد الطفيل بن الحارث بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفى سنة 32 وهو ابن سبعين سنة * والحصين بن الحارث بن المطلب بن عبدمناف وهو أخو عبيدة والطفيل ابني الحارث توفى في هذه السنة بعد أخيه الطفيل بأشهر وقد شهد الحصين بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم * والعباس بن عبدالمطلب ابن هاشم بن عبد مناف عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه نتيلة ابنة جناب ابن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عامر و والضحيان بن سعد ابن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة ابن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان وكان العباس يكنى أبا الفضل
पृष्ठ 12
وكان الفضل أكبر ولده وكان العباس فيما قيل أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل وولد العباس رحمه الله قبل ذلك بثلاث سنين وشهد العباس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنينا والطائف وتبوك وثبت معه يوم حنين في أهل بيته حين انكشف الناس عنه قال ابن عمر حدثنا خالد بن القاسم البياضى قال أخبرني شعبة مولى ابن عباس قال كان العباس معتدل القناة وكان يخبرنا عن عبدالمطلب أنه مات وهو أعدل قناة منه وتوفى العباس يوم الجمعة لاربع عشرة ليلة خلت من رجب سنة 32 في خلافة عثمان بن عفان وهو ابن ثمان وثمانين سنة ودفن بالبقيع في مقبرة بنى هاشم وذكر أن الذى ولى غسل العباس حين مات على بن أبى طالب وعبد الله وعبيدالله وقثم بن العباس وروى عن محمد بن على أنه كان يقول مات العباس بن عبدالمطلب سنة 34 وصلى عليه عثمان ودفن بالبقيع (ذكر من مات أو قتل منهم في سنة 33 من الهجرة) * قال منهم المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود ابن عمرو بن سعد بن زهير وكان بعضهم يقول ابن سعد بن دهير بن لؤى ابن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن أهون بن فاس بن دريم بن القين بن أهود بن بهراء بن عمر بن الحاف بن قضاعة وكان يكنى أبا معبد وكان حالف الاسود ابن عبد يغوث الزهري في الجاهلية فتبناه فكان يقال له المقداد بن الاسود فلما نزل القرآن " ادعوهم لآبائهم " قيل له المقداد بن عمرو وهاجر المقداد إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية في رواية ابن إسحاق وابن عمر وشهد المقداد بدرا وأحدا واخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
पृष्ठ 13
قال ابن سعد أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا موسى بن يعقوب عن عمته عن أمها كريمة ابنة المقداد أنها وصفت أباها لهم فقالت كان رجلا طوالا آدم ذا بطن كثير شعر الرأس يصفر لحيته وهى حسنة ليست بالعظيمة ولا بالخليفة أعين مقرون الحاجبين أقنى قالت ومات المقداد بالجرف على ثلاثة أميال من المدينة فحمل على رقاب الرجال حتى دفن بالمدينة وصلى عليه عثمان بن عفان وذلك سنة 33 وكان يوم مات ابن سبعين سنة أو نحوها قال ابن سعد وأخبرنا محمد بن عبدالله الاسدي قال حدثنا عمرو بن ثابت عن أبيه عن أبى فائد أن المقداد بن الاسود شرب دهن الخروع فمات (قال وممن قتل في سنة 36 من الهجرة) * الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصى كان قديم الاسلام قيل كان رابعا أو خامسا حين أسلم وأسلم فيما ذكر هشام بن عروة عن أبيه قال أسلم الزبير وهو ابن ست عشرة سنة ولم يتخلف عن غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل وهو ابن بضع وخمسين سنة قال وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين معا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بينه وبين ابن مسعود وكان فيما ذكر رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير خفيف اللحية أسمر اللون أشعر * حدثنى الحارث قال حدثنا عبدالله بن مسلمة بن قعنب قال حدثنا سفيان بن عيينة قال اقتسم ميراث الزبير على أربعين ألف ألف وقالوا خرج الزبير يوم الجمل وذلك يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة من هذه السنة بعد الوقعة على فرس له يقال له ذوالخمار منطلقا نحو المدينة فقتل بوادي السباع ودفن هنالك وذكر عن عروة أنه قال قتل أبى يوم الجمل وقد زاد على الستين أربع سنين * وطلحة ابن عبيدالله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وكان يكنى أبا محمد
पृष्ठ 14
وأمه الصعبة ابنة عبدالله الحضرمي قتل يوم الجمل قتله مروان بن الحكم وكان له ابن يقال له محمد وهو الذى يدعى السجاد وبه كان طلحة يكنى وقتل مع أبيه طلحة يوم الجمل وكان طلحة قديم الاسلام ولم يشهد بدرا (ذكر من مات أو قتل منهم في سنة 37 من الهجرة) منهم عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة ابن عوف بن حارثة بن عامر الاكبر بن يام بن عنس وهو زيد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وبنو مالك بن أدد من مذحج ذكر أن ياسر بن عامر ربما عمار بن ياسر وأخويه الحارث ومالكا قدموا من اليمن إلى مكة في طلب أخر لهم فرجع الحارث ومالك إلى اليمن وأقام ياسر بمكة وحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبدالله بن عمر ابن مخزوم وزوجه أبو حذيفة أمة له يقال لها سمية بنت خباط فولدت له عمارا فأعتقه أبو حذيفة ولم يزل ياسر وعمار مع أبى حذيفة إلى أن مات وجاء الله بالاسلام فأسلام ياسر وسمية وعمار وأخوه عبدالله بن ياسر وكان لياسر ابن أكبر من عمار وعبد الله يقال له حريث فقتلته بنو الديل في الجاهلية وخلف على سمية بعد ياسر الازرق وكان روميا غلاما للحارث بن كلدة الثقفى وهو ممن خرج يوم الطائف إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع عبيد أهل الطائف وفيهم أبو بكرة فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فولدت للازرق سلمة بن الازرق فهو أخو عمار لامه ثم ادعى ولد سملة أن الازرق بن عمرو بن الحارث بن أبى شمر من غسان وأنه حليف لبنى أمية وشرفوا بمكة وتزوج الازرق وولده في بنى أمية كان لهم منهم أولاد وكان عمار يكنى أبا اليقظان وهاجر عمار بن ياسر في قول جميع من ذكرت من أهل السير إلى أراض الحبشة الهجرة الثانية وذكر ابن عمر عن عبدالله ابن جعفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين عمار بن ياسر وحذيفة ابن اليمان قال عبدالله بن جعفر إن لم يكن حذيفة شهد بدرا فان إسلامه كان قديما وقالوا جميعا شهد عمار بن ياسر بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن عمر حدثنى عبدالله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف يصيح يا معشر المسلمين أمن الجنة تفرون أنا عمار بن ياسر هلم إلى وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت فهى تذبذب وهو يقاتل أشد القتال قال ابن عمر وحدثني عبدالله بن أبى عبيدة عن أبيه عن لؤلؤة مولاة أم الحكم بنت عمار بن ياسر قالت لما كان اليوم الذى قتل فيه عمار والراية يحملها هاشم بن عتبة وقد قتل أصحاب على عليه السلام ذلك اليوم حتى كانت العصر ثم تقرب عمار من وراء هاشم يقدمه وقد جنحت الشمس للغروب ومع عمار ضيح من لبن ينتظر وجوب الشمس أن يفطر فقال حين وجبت الشمس وشرب الضيح سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول آخر زادك من الدنيا ضيح من لبن قال ثم اقترب فقاتل حتى قتل وهو ابن أربع وتسعين سنة رحمه الله قال ابن عمر حدثنى عبدالله بن الحارث عن أبيه عن عمارة بن خزيمة ابن ثابت قال شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفا وشهد صفين وقال أنا لا أضل أبدا حتى يقتل عمار فأنظر من يقتله فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقتله الفئة الباغية قال فلما قتل عمار قال خزيمة قد بادنت لى الضلالة ثم اقترب فقاتل حتى قتل وكان الذى قتل عمار بن ياسر أبو غادية المزني طعنه برمح فسقط وكان يومئذ يقاتل فيمحفة فقتل يومئذ وهو ابن أربع وتسعين فلما وقع أكب عليه رجل آخر فاحتز رأسه فأقبلا يختصمان فيه كلاهما يقول أنا قتلته فقال عمرو بن العاص والله إن يختصمان إلا في النار فسمعها منه معاوية فلما انصرف الرجلان قال معاوية لعمرو ما رأيت مثل ما صنعت قوم بذلوا أنفسهم
पृष्ठ 15
دوننا تقول لهما إنكما تختصمان في النار فقال عمرو وهو والله ذاك والله إنك لتعلمه ولو ددت أنى مت قبل هذا بعشرين سنة قال ابن عمر وحدثني عبدالله بن جعفر عن ابن أبى عون قال قتل عمار وهو ابن إحدى وتسعين سنة وكان أقدم في الميلاد من رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وكان أقبل إليه ثلاثة نفر عقبة بن عامر الجهنى وعمر بن الحارث الخولانى وشريك بن سلمة المرادى فانتهوا إليه جميعا وهو يقول والله لو ضربتمونا حتى تبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنا على حق وأنتم على باطل فحملوا عليه جميعا فقتلوه وزعم بعض الناس ان عقبة بن عامر هو الذى قتله ويقال بل الذى قتله عمر بن الحارث الخولانى (قال أبو جعفر) وأما هشام بن محمد فانه ذكر عن أبى مخنف أن عمارا لم يزل بهاشم بن عتبة حتى حمل ومع هاشم اللواء فنهض عمار في كتيبته ونهض إليه ذوالكلاع في كتيبته فاقتتلوا فقتلا جميعا واستؤصلت الكتيبتان وحمل على عمار حوى السكسكى وأبو غادية المزني فقتلاه فقيل لابي الغادية كيف قتلته قال لما دلف إلينا في كتيبته ودلفنا إليه نادى هل من مبارز فبرز إليه رجل من السكاسك فاضطربا بسيفيهما فقتل عمار السكسكى ثم نادى هل من مبارز فبرز إليه رجل من حمير فاضطربا بسيفيهما فقتل عمار الحميرى وأثخنه الحميرى ونادى من يبارز فبرزت فاختلفنا ضربتين وقد كانت يده ضعفت فانتحى عليه بضربة أخرى فسقط فضربته بسيفي حتى برد قال ونادى الناس قتلت أبا اليقظان قتلك الله فقلت اذهب إليك فوالله ما أبالى من كنت وبالله ما أعرفه يومئذ فقال له محمد ابن المنتشر يا أبا الغادية خصمك يوم القيامة ما زندر يعنى ضخما قال فضحك قال ابن عمر وحدثنا عبدالله بن أبى عبيدة بن محمد بن عمار عن أبيه عن لؤلؤة مولاة أم الحكم بنت عمار أنها وصفت لهم عمارا فقالت كان رجلا آدم طوالا مضطربا أشهل العينين بعيد ما بين المنكبين
पृष्ठ 16
وكان لا يغير شيبه قال ابن عمر الذى أجمع عليه في عمار أنه قتل رحمه الله مع على ابن أبى طالب عليه السلام بصفين في صفر سنة 37 وهو ابن ثلاث وتسعين ودفن هنالك بصفين * وعبد الله بن بديل بن ورقاء بن عبدالعزى بن ربيعة بن جرى ابن عامر بن مازن بن عدى بن عمرو بن ربيعة شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنينا وتبوك وقتل يوم صفين مع أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام * وخزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيان ابن عامر بن خطمة بن جشم بن مالك بن الاوس وهو ذو الشهادتين يكنى أبا عمارة وكان لخزيمة أخوان يقال لاحدهما وحوح وللآخر عبدالله وكانت راية خطمة بيده في غزوة الفتح وشهد خزيمة مع على بن أبى طالب عليه السلام صفين وقتل يومئذ سنة 37 من الهجرة * وسعد بن الحارث بن الصمة بن عمر بن عتيك بن عمرو ابن منبذول وهو عامر بن مالك بن النجار صحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد مع على بن أبى طالب عليه السلام صفين وقتل يومئذ وهو أخو أبى جهيم بن الحارث بن الصمة * وأبو عمرة واسمه بشير بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو ابن منذول وهو أبو عبد الرحمن بن أبى عمرة الذى روى عن عثمان بن عفان وقتل أبو عمرة بصفين مع على بن أبى طالب عليه السلام * وهاشم بن عتبة بن أبى وقاص بن أهيب بن عبدمناف بن زهرة أسلم هاشم بن عتبة يوم فتح مكة وهو المر قال وكان أعور فقئت عينه يوم اليرموك وهو ابن أخى سعد بن أبى وقاص شهد صفين مع على بن أبى طالب عليه السلام وكان يومئذ على الرجالة وهو الذي يقول أعور يبغى أهله محلا * قد عالج الحياة حتى ملا لابد أن يفل أو يفلا وقتل يوم صفين * وأبو فضالة الانصاري من أهل بدر قتل مع على
पृष्ठ 17
عليه السلام بصفين * وسهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن عمرو ابن الحارث بن مجدعة بن عمرو بن حنش بن عوف بن عمرو بن عوف ويكنى أبا سعد وقيل يكنى أبا عبدالله وجده عمرو بن الحارث وهو الذى يقال له بحزج وشهد سهل بدرا وأحدا وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد حين انكشف الناس عنه وبايعه على الموت وجعل ينضح يومئذ بالنبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نبلوا سهلا فإنه سهل وشهد أيضا الخندق والمشاهد كلها معه رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد سهل بن حنيف صفين مع على بن أبى طالب عليه السلام * قال أبو عمر حدثنى عبدالرحمن بن عبد العزيز عن محمد بن أبى أمامة بن سهل عن أبيه قال مات سهل بن حنيف بالكوفة سنة 38 وصل عليه على بن أبى طالب عليه السلام (ذكر ما مات منهم أو قتل سنة 40) فممن قتل منهم فيها أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام واسم أبى طالب عبد مناف بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصى وكان يكنى أبا الحسن ضرب فيما قيل ليلة الجمعة لسبع عشرة خلت من شهر رمضان منها ومات ليلة الاحد لاحدى عشرة ب قيت منه منها وقد مضت أخباره في كتابنا المسمى المذيل * وذكر عن إسحاق بن عبدالله بن أبى فروة أنه قال سألت أبا جعفر محمد بن على عليه السلام قال قلت ما كانت صفة على عليه السلام قال رجل آدم شديد الادمة ثقيل العينين ذو بطن أصلع هو إلى القصر أقرب (ذكر من هلك منهم سنة 50) قال منهم سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبدالعزى بن رياح بن عبدالله ابن قرط بن رزاح بن عدى بن كعب بن لؤى وكان يكنى أبا الاعور وكان
पृष्ठ 18
أبوه زيد بن عمرو بن نفيل قد فارق دين قومه من قريش وتوفى وقريش تبنى الكعبة وذلك قبل أن يوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس سنين فروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يبعث أمة وحده وأسلم سعيد بن زيد قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الارقم وقبل أن يدعو فيها وشهد سعيد ابن زيد بن عمرو بن نفيل أحدا والخندق والمشاهد كلها معه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشهد بدار * وذكر ابن عمر أن عبدالملك بن زيد من ولد سعيد ابن زيد حدثه عن أبيه قال توفى سعيد بن زيد بالعقيق فحمل على رقاب الرجال فدفن بالمدينة ونزل في حفرته سعد وابن عمر وذلك سنة 50 أو 51 وكان يوم مات ابن بضع وسبعين سنة وكان رجلا طوالا آدم أشعر * والمغيرة بن شعبة بن أبى عامر بن مسعود بن معبب بن مالك بن كعب بن عوف بن ثقيف واسمه قسى بن منبه ابن بكر بن هوازن بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار كان يكنى أبا عبدالله وكان يقال له مغيرة الرأى كان داهية وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وأقام معه حتى اعتمر عمرة الحديبية في ذى القعدة سنة 6 من الهجرة * وذكر ابن عمر أن عبدالله بن محمد بن عمر بن على حدثه عن أبيه قال قال على عليه السلام لما ألقى المغيرة بن شعبة خاتمه في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لا يتحدث الناس أنك نزلت في قبر رسول الله ولا تحدث أنت الناس أن خاتمك في قبره فنزل على عليه السلام وقد رأى موقعه فتناوله فدفعه إليه قال ابن عمر حدثنا محمد بن أبى موسى الثقفى عن أبيه قال مات المغيرة بالكوفة في شعبان سنة 50 في خلافة معاوية وهو ابن سبعين سنة وكان رجلا طوالا أعور وقيل كان أصهب الشعر أكشف جعدا يفرق رأسه فروقا أربعة أقلص الشفتين مهتوما ضخم الهامة عبل الذراعين بعيد ما بين المنكبين (قال أبو جعفر) والحسن بن على بن أبى طالب
पृष्ठ 19
عليه السلام قال ابن عمر حدثنى عبدالله بن جعفر عن أم بكر بنت المسور قالت كان الحسن بن على عليه السلام سم مرارا كل ذلك يفلت حتى كانت المرة الآخرة التى مات فيها فإنه كان يجتلف كبده فلما مات أقام نساء بنى هاشم النوح عليه شهرا قال ابن عمر وحدثنا حفص بن عمر عن أبى جعفر قال مكث الناس يبكون على الحسن بن على عليه السلام سبعا ما تقوم الاسواق قال ابن عمر وحدثتنا عبيدة بنت نابل عن عائشة بنت سعد قالت حد نساء بنى هاشم على الحسن بن على سنة قال وحدثنا داود بن سنان قال سمعت ثعلبة بن أبى مالك قال شهدنا حسن بن على عليه السلام يوم مات ودفناه بالبقيع ولقد رأيت البقيع ولو طرحت فيها إبرة ما وقعت إلا على رأس إنسان وقال على بن محمد حدثنى مسلمة بن محارث قال مات الحسن بن على عليه السلام سنة 50 في ربيع الاول لخمس خلون منه قال على بن محمد ويقال بل مات سنة 51 وهو ابن ست وأربعين سنة (ذكر الخبر عمن مات أو قتل منهم سنة 52) منهم أبو أيوب واسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار وهو أحد السبعين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة من الانصار في قول جميعهم وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين مصعب بن عمير وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفى عام غزا يزيد بن معاوية القسطنطينية في خلافة أبيه معاوية وقبره بأصل حصن القسطنطينية بأرض الروم فالروم فيما ذكر يتعاهدون قبره ويرمونه ويستسقون به إذا قحطوا (ذكر الخبر عمن مات أو قتل سنة 54) منهم حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصى * ذكر ابن
पृष्ठ 20