मुंतखब फी तफ़सीर
المنتخب في تفسير القرآن الكريم
शैलियों
57- ومن فضلنا عليكم أننا جعلنا السحاب لكم كالظلة ليصونكم من الحر الشديد، وأنزلنا عليكم المن، وهو مادة حلوة لزجة كالعسل تسقط على الشجر من طلوع الشمس، كما أنزلنا عليكم السلوى وهو الطائر المعروف بالسمان، فهو يأتيكم بأسرابه بكرة وعشيا لتأكلوا وتتمتعوا، وقلنا لكم: كلوا من طيبات رزقنا. فكفرتم بالنعمة، ولم يكن ذلك بضائرنا، ولكنكم تظلمون أنفسكم لأن ضرر العصيان واقع عليكم.
58- واذكروا - يا بنى إسرائيل - حين قلنا لكم: ادخلوا المدينة الكبيرة التى ذكرها لكم موسى نبيكم، فكلوا مما فيها كما تشاءون، كثيرا واسعا، على أن يكون دخولكم بخشوع وخضوع من الباب الذى سماه لكم نبيكم، واسألوا الله عند ذلك أن يغفر لكم خطاياكم، فمن يفعل ذلك بإخلاص نغفر له خطاياه، ومن كان محسنا مطيعا زدناه ثوابا وتكريما فوق العفو والمغفرة.
59- ولكن الذين ظلموا خالفوا أمر ربهم، فقالوا غير ما أمرهم بقوله، استهزاء وتمردا، فكان الجزاء أن أنزل الله على الظالمين عذابا من فوقهم جزاء فسقهم وخروجهم على أوامر ربهم.
[2.60-62]
60- واذكروا - يا بنى إسرائيل - يوم طلب نبيكم موسى السقيا لكم من ربه حين اشتد بكم العطش فى التيه، فرحمناكم وقلنا لموسى: اضرب بعصاك الحجر. فانفجر الماء من اثنتى عشرة عينا، فصار لكل جماعة عين - وكانوا اثنتى عشرة جماعة - فعرفت كل قبيلة مكان شربها، وقلنا لكم: كلوا من المن والسلوى، واشربوا من هذا الماء المتفجر ودعوا ما أنتم عليه، ولا تسرفوا فى الإفساد فى الأرض بل امتنعوا عن المعاصى.
61- واذكروا - أيها اليهود - أيضا يوم سيطر البطر على أسلافكم، ولم يؤدوا لنعمة الله حقها فقالوا لموسى: إننا لن نصبر على طعام واحد (وهو المن والسلوى) فادع لنا ربك كى يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقولها وقثائها وعدسها وثومها وبصلها، فتعجب موسى من ذلك، وأنكره عليهم فقال لهم: أتفضلون هذه الأصناف على ما هو أفضل وأحسن، وهو المن والسلوى؟.. فانزلوا إذن من سيناء وادخلوا مدينة من المدن فإنكم ستجدون فيها ما تريدون، وبسبب ذلك البطر والعناد أحاطت بهؤلاء اليهود المذلة والفقر والخنوع، واستحقوا غضب الله عليهم لما ألفوه من العناد والعصيان، وما جروا عليه من الكفر بآيات الله وبقتلهم الأنبياء مخالفين بذلك الحق الثابت المقرر، وقد جرأهم على ذلك - الكفر وهذا القتل - ما ركب فى نفوسهم من التمرد والعدوان ومجاوزة الحد فى المعاصى.
62- إن الذين آمنوا من الأنبياء من قبل، واليهود والنصارى، ومن يقدسون الكواكب والملائكة، من آمن برسالة محمد بعد بعثته، ووحد الله تعالى وآمن بالبعث والحساب يوم القيامة، وعمل الأعمال الصالحة فى دنياه، فهؤلاء لهم ثوابهم المحفوظ عند ربهم، ولا يلحقهم خوف من عقاب. ولا ينالهم حزن على فوات ثواب، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
[2.63-67]
63- اذكروا حين أخذنا عليكم العهد والميثاق رافعين جبل الطور، وجعلناه بقدرتنا كالظلة فوقكم حتى خفتم وأذعنتم وقلنا لكم: خذوا ما آتيناكم من هدى وإرشاد بجد واجتهاد، واذكروا ما فيه ذكر من يستجيب له ويعمل به كى تصونوا بذلك أنفسكم من العقاب.
64- ثم إنكم أعرضتم بعد ذلك كله، ولولا فضل الله عليكم ورحمته وتأخيره العذاب عنكم لكنتم من الضالين الهالكين.
अज्ञात पृष्ठ