خاطبها يقول) أكثر من تدللها خضوعًا (يريد أن خضوعي أكثر من تدللها ولو كان لتدللها خضوع لكان قد أوقع الكلام موقعه ووضعه بموضعه، فإذا لم يكن ذلك وإنما شبه كثرة خضوعه بكثرة تدللها وكان يجب أن يقول تمثيلًا: وخضوع قولي أكثر من تدللها، فيكون الاعتماد على كثرة الخضوع المشبه بكثرة تدللها.
وقال المتنبي:
أخفتِ الله في إحياءِ نفسٍ ... متى عُصي الإِلهُ بأن أطيعا
يشبه قول الخبزأرزي:
ما حَرامُ إحياءُ نفسٍ ولكن ... قَتلُ نفسٍ بغير نفسٍ حَرَامُ
هذا يناسب قول أبي الطيب وقول الخبزأرزي أسهل كلامًا وأعذب نظامًا فهو أحق بمعناه.
وقال المتنبي:
غَدا بِك كلُّ خِلْوٍ مُستهامًا ... وأصبحَ كلُّ مَستُورٍ خَليعا
ليس هذا مما يلتمس له استخراج سرقة ولكن ذكرته لفساد صنعته لأن ضده المملوء لا المستهام والخليع ضد الناسك المستور ولو قال:
غَدا بك كلّ خلوٍ في اشتغال ... وأصبح كلُّ ذي نَسك خليعا
كان أجود لصنعته وكان طباقًا حسنًا.
وقال المتنبي:
بَعيدُ الصَيتِ مُنبثُّ السّرايا ... يشيب ذكرهُ الطفل الرَّضِيعا
هذا كثير ولا يحقر أخذ شيء من المعاني فلا نحقر نحن إيرادها فمن ذلك قول بعض الأعراب: