131

मुंसिफ लि सारिक

المنصف للسارق والمسروق منه

अन्वेषक

عمر خليفة بن ادريس

प्रकाशक

جامعة قار يونس

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٩٩٤ م

प्रकाशक स्थान

بنغازي

وهذا من مساواة الآخذ المأخوذ منه في الكلام. وقال المتنبي: وخُفوقُ قلبٍ لوْ رأيت لهيبَهُ ... يا جَنّتي لظننتِ فيه جَهنما أخذه من قول بعض المحدثين: في النّارِ قَلْبي، وَعيْنِي ... في الروضِ من وَجْنته وهو من نقل اللفظ القصير إلى الطويل الكثير، فصاحبه أحق، لأن أبا الطيب أجمل المعنى في الجنة والنار ولم يشرح، وهذا قد أبان موضع النار من قلبه والجنة في عينه فهو أولى من أبي الطيب، وقال المتنبي: وإذا سَحابةُ صَدّ حبٍ أبْرقَتْ ... تَركتْ حَلاوة كُلّ حُبّ عَلْقما ليس هذا البيت من ألفاظ حذاق الشعر لأن ذكر السحابة والإبراق لا يليق بذكر الحلاوة والمرارة، ولو كان) كما (قال: وإذا سَحابةُ صَدّ حبٍ أبْرقَتْ ... مَطرت عيون العاشقين بها دَما أو ما شاكل ذلك مما يليق بذكر السحابة والإبراق أو كان يقول: وإذا مرارة صدّ حبٍ أبرقتْ ... تَركتْ حَلاوة كلَّ وصلٍ عَلْقمَا فجمع بين الصدّ والوصل، والحلاوة والمرارة في العلقم لتصح الأقسام ويعتدل الكلام، كان أليق بصنعة الشعر، ألا ترى أن الخبزأرزي أصح أقسامًا منه لقوله:

1 / 231