मुन्किद
المنقذ: قراءة لقلب أفلاطون (مع النص الكامل للرسالة السابعة)
शैलियों
18 (329د)؛ ولهذا تظاهر بالإلحاف علي في الرجاء، وإن كنا نعلم علم اليقين أن توسلات الطغاة تقترن دائما بالتهديد. وهكذا حال دون سفري لكي يحقق غرضه، وأمر بإسكاني في البرج
19 (329) الذي لم يكن قبطان سفينة ليجرؤ على أن يأخذني منه بغير إرادة ديونيزيوس، ولم أكن لأخرج منه إلا بإذن صريح منه. وكذلك لم يكن في استطاعة أي تاجر أو ضابط من حرس الحدود أن يتركني أغادر البلاد لو صادفني سائرا وحدي، بل كان الأولى أن يقبض علي ويسلمني لديونيزيوس، وخصوصا بعد أن تردد - خلافا للإشاعة السابقة - أن ديونيزيوس يعامل أفلاطون معاملة ودية للغاية
20 (330أ). «ولكن هل كانت هذه هي الحقيقة؟ إن مودته كانت تزداد مع مضي الزمن كلما ازداد قربا مني وإلفا لطبعي. ولكنه طلب مني أن أقدره أكثر مما كنت أقدر ديون، وأن يكون مني بمنزلة الصديق العزيز الذي كانه، وتلهف على بلوغ هذه الغاية تلهفا يفوق الوصف. غير أنه أجفل من سلوك السبيل الذي يكفل تحقيقها، إن كان إلى تحقيقها من سبيل، وهو أن يتتلمذ علي ويشارك في محاوراتي الفلسفية ليزداد قربا مني؛ وذلك خوفا مما حذره منه الوشاة والمرجفون، وهو أن يحاط به وتتعطل حريته، وبذلك يتحقق ما أراده ديون. وقد صبرت على هذا كله، مخلصا لهدفي الذي جئت من أجله، على أمل أن تخالجه الرغبة في الحياة الفلسفية، ولكنه ظل يقاوم إلى النهاية.»
نصيحة لحلفاء ديون
تلك كانت أسباب
1 (330ج) زيارتي الأولى لصقلية وفترة إقامتي فيها، بعد ذلك رحلت إلى وطني ثم رجعت إليها مرة أخرى تحت إلحاح ديونيزيوس. أما لماذا حدث هذا، وكيف يشهد كل ما فعلته على الحق والاستقامة، فسوف أقص عليكم قصته فيما بعد، لكي أشبع رغبة المتطلعين إلى معرفة قصدي من العودة إلى هناك. وسأبدأ بتقديم نصيحتي إليكم فيما ينبغي عليكم أن تفعلوه في الظروف الراهنة، حتى لا يشغلني موضوع جانبي عن الموضوع الأصلي، وإليكم ما أريد قوله:
إذا جاز لإنسان أن ينصح مريضا يحيا حياة مؤذية لصحته، فإن أول ما ينبغي عليه القيام به هو تغيير أسلوب حياته، والتأكد من استعداده لإطاعة تعليماته قبل المضي في تقديم النصح إليه. فإذا تبين له أن المريض لا يريد أن يطيعه، فسوف أصف الطبيب الذي يرفض الاستمرار في معالجته بأنه طبيب أصيل وإنسان مستقيم الخلق، أما الذي يرضى بذلك الوضع «ويستمر في تقديم نصائحه» فسيكون في رأيي إنسانا ضعيفا وطبيبا سيئا. ونفس الشيء ينطبق على الدولة، سواء كان على رأسها رجل واحد أو عدة رجال، فإذا كانت شئون الحكم
2 (330د) فيها تسير على الطريق الصحيح وسألت النصح والمشورة في أمر يمس مصلحتها، فإن من العقل في هذه الحالة أن يقدم النصح إلى أمثال هؤلاء الناس. أما إذا كانوا قد تنكبوا سبل الحكم الصحيحة وأصروا على عدم الرجوع إليها وطالبوا ناصحهم «والمشير عليهم» صراحة بألا يمس دستورهم، بل هددوه بالموت إن حاول أن يفعل، وفرضوا عليه أن يشير عليهم بأسرع وأيسر طريقة تمكنهم من الاستمرار في إشباع رغباتهم وشهواتهم؛ إذ حدث أن قبل أحد تقييد نصيحته على هذه الصورة فسوف أصفه بالجبن ، أما من يرفض قبولها فسوف أعده رجلا شجاعا. هذه هي عقيدتي، وكلما سألني أحد عن رأيي في مسألة هامة تتصل بحياته الخاصة، كأن تكون مسألة مالية أو موضوعا يتعلق بسلامة جسمه أو نفسه، قدمت إليه النصيحة عن طيب خاطر ولم أكتف بأداء الواجب أداء شكليا
3 (331ب)، وذلك إذا رأيت أنه يسير في حياته اليومية على مبادئ معينة أو ظهر لي على الأقل أنه على استعداد لسماع نصيحتي. أما إذا لم يسألني النصح على الإطلاق أو اتضح لي أنه لا ينوي الاستجابة لمشورتي فلن أفكر أبدا في أن أفرض عليه نصيحتي، بل لن أحاول أن أفرض رأيي حتى على ابني. ربما وجهت النصح لعبد ما، وربما لجأت إلى فرضها عليه إذا رفض أن يأخذ به. ولكنني أعتقد أن من الخطأ اللجوء إلى ذلك مع الأب والأم، اللهم إلا إذا كانا مريضين مرضا عقليا. أما إذا كانا يعيشان عيشة تعجبهما ولا تعجبني، فليس من الصواب أن أدفعهما إلى كراهيتي بتوجيه النصائح التي لن تجدي معهما، وليس من الصواب أن أدفعهما إلى كراهيتي بتوجيه النصائح التي لن تجدي معهما، وليس من الصواب أيضا أن أتملقهما بمساعدتهما على إشباع شهوات أؤثر أنا نفسي الموت على الجري وراءها. وينبغي على الحكيم أن يسلك نفس المسلك من مدينته، فإذا بدا له أنها تحكم حكما سيئا فعليه ألا يرفع صوته إلا إذا رأى أن كلماته لن تضيع سدى ولن تؤدي به إلى الموت، ولا ينبغي عليه أبدا أن يحاول اللجوء إلى القوة لتغيير الدستور. وإذا استحال إصلاحه «أي الدستور» بغير توقيع عقوبة النفي أو الموت على بعض مواطنيه، فمن الواجب عليه في هذه الحالة أن يلزم الهدوء ويفوض أمره وأمر مدينته للآلهة.
4
अज्ञात पृष्ठ