मुन्किद
المنقذ: قراءة لقلب أفلاطون (مع النص الكامل للرسالة السابعة)
शैलियों
لكن ما العمل إذا أخفق هذا التعليم؟ وإذا انتصرت نفس الحراس الشهوية والغضبية فأطاحت عرش العقل وقلبت ميزان العدل؟ وإذا جعل الحراس مدينتهم مقبرة للأحياء، وانقض الليل وفي جعبته السوداء الموت، الذل، القهر وسائر ذريته والأبناء؟
عندئذ يأتي الطوفان. يتجهم وجه الطغيان. والطاغية شقي، أشقى الناس وأتعس من أتعس إنسان.
نفس الطاغية تجردت من كل اعتدال، ودعت الجنون ليحل محل كل فكرة أو رغبة عاقلة، (573).
والطاغية الحقيقي - بخلاف ما يظن الناس - عبد بالمعنى الصحيح، بل هو شخص بلغ أقصى حدود العبودية؛ لاضطراره إلى تملق الناس، وقضاء حياته في خوف مستمر، وعجزه عن إشباع أبسط رغباته، ومعاناته على الدوام آلاما مرهقة (579).
والطاغية أشد الناس تعاسة؛ لأنه يأخذ على عاتقه حكم الآخرين، ويحلم بالتحكم في الناس، بل وفي الآلهة، مع أنه عاجز عن حكم نفسه، (573-576-579).
والطاغية يعيش طوال حياته بلا صديق، فالطغاة إما سادة مستبدون أو عبيد خاضعون. أما الحرية والصداقة الحقيقية، فتلك نعمة لا يذوقها الطغاة أبدا، (576-579).
والطاغية ابن عاق، قاتل أبيه، آكل أولاده، يجمع بالطبع أو بالتطبع أو بهما معا بين صفات السكير، والعاشق، والمجنون، (569-573-619).
لكن كل آثام الطاغية الفرد التي يذكرها سقراط لا تكاد تكون شيئا مذكورا إذا قورنت بما يجلبه الطغيان من بؤس وبلاء على الدولة. ويؤمن جلوكون - كعادته! - على كلامه فيقول: من الواضح للجميع أنه ليس ثمة دولة أشقى من دولة الطغيان ... (576).
لو وصلت المدينة إلى هذه الحال، وتحولت الغايات إلى وسائل، وكلاب الحراسة إلى ذئاب، والحرية والعدل المأمول إلى ظلم وإرهاب، ولم يفلح الوعد ولا الوعيد في حمل الحراس على أداء ما يصلحون له من الوظائف، وأصبح ذنبهم في خداع الناس في معنى الجمال والخير والعدل والنظم الاجتماعية أعظم من ذنبهم لو قتلوهم عن غير قصد (433-476).
لو وصلت المدينة إلى هذه الحال، وألقيت «المثل» على ركام الإهمال والنسيان، ولقي أحكم الناس في بلادهم معاملة «تبلغ من السوء حدا يستحيل معه مقارنة موقفهم بأي شيء موجود في الطبيعة» (488)، ونفرت الجماهير من الفلسفة؛ أي من جدوى الحكمة التي تناضل للسعي إلى مثل المعرفة الحقة ثم تناضل لإصلاح الواقع على صورتها، بعد أن تسلل الدخلاء إلى صفوف الفلاسفة، وانصرفوا إلى التشاحن فيما بينهم، واقتصروا على تبادل الإهانات الشخصية، وهي أبعد الأمور عن مسلك الفيلسوف، (500).
अज्ञात पृष्ठ