48

Debates of Ibn Taymiyyah with the Jurists of His Time

مناظرات ابن تيمية مع فقهاء عصره

प्रकाशक

دار الكتاب العملي

प्रकाशन वर्ष

1405 अ.ह.

يدخل خيار المسلمين في ذلك، وإنما قتله طائفة من المفسدين في الأرض. وعن علي رضي الله عنه قال: (اللهم العن قتلة عثمان رضي الله عنه في البر والبحر والسهل والجبل).

ومن المعلوم أن المسلمين أجمعوا على بيعة عثمان رضي الله عنه وما أجمعوا على قتله، وما قولك أن عثمان رضي الله عنه قتل بالإجماع إلا كما قال ناصبي قتل الحسين رضي الله عنه بإجماع المسلمين، لأن الذين قاتلوه وقتلوه لم يدفعهم أحدٌ عن ذلك، فلم يكن كذبه بأظهر من كذب المدعي الإجماع على قتل عثمان رضي الله عنه، فإن الحسين رضي الله عنه لم يعظم إنكار الأمة لقتله كما عظم إنكارهم لقتل عثمان رضي الله عنه ولا حصل بقتله من الفتنة والشر والفساد ما حصل بقتل عثمان رضي الله عنه.

ابن مطهر : الإمام يجب أن يكون أفضل من رعيته، وعلى فاضل أهل زمانه فهو الإمام، لقبح تقدم المفضول على الفاضل عقلاً ونقلاً.

ابن تيمية : لا تسلم أنه أفضل أهل زمانه، فإنه قال على منبر الكوفة: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، ثم كثير من العلماء لا يوجبون تولية الأفضل، فمنهم من يقول بولاية المفضول إذا كان فيها مصلحة راجحة كما تقول الزيدية.

ابن مطهر : روى أحمد بن حنبل(١) أن أنساً قال لسلمان سل النبي ﷺ من وصيُّهُ؟ فسأله فقال: (يا سلمان من وصى موسى) قال يوشع قال: (فإن وصيّ ووارثي علي).

ابن تيمية : هذا الحديث كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث ،

(١) الإمام أحمد بن حنبل، أبو عبد الله الشيباني الوائلي، إمام المذهب الحنبلي، وهو الملقب بإمام أهل السُّنة، أحد الأئمة الأربعة، أصله من مرو، وكان أبوه والي (سرخس) ولد ببغداد سنة ١٦٤ هـ، وسافر في سبيل العلم إلى أقطار شتى، وله مسنده الذي يقع في ستة مجلدات يحتوي على ثلاثين ألف حديث، وله تصانيف في الناسخ والمنسوخ والتاريخ وغيره. وتوفي رحمه الله سنة ٢٤١ هـ.

48