13

Debates of Ibn Taymiyyah with the Jurists of His Time

مناظرات ابن تيمية مع فقهاء عصره

प्रकाशक

دار الكتاب العملي

प्रकाशन वर्ष

1405 अ.ह.

قال ابن عطاء الله السكندري: أما آن لك يا فقيه أن تعرف أن الاستغاثة هي الوسيلة والشفاعة، وأن الرسول ﷺ يستغاث ويتوسل به ويستشفع؟.

قال ابن تيمية: أنا في هذه أتبع السنة الشريفة، فقد جاء في الحديث الصحيح (أعطيت الشفاعة) وقد أجمعت الآثار في تفسير الآية الشريفة: ﴿عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً﴾(١) على أن المقام المحمود هو الشفاعة.

والرسول ﷺ لما ماتت أم أمير المؤمنين علي رضي الله عنهما، دعا لها الله على قبرها:

((الله الذي يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد، ووسع عليها مدخلها، بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي، فإنك أرحم الراحمين)) فهذه هي الشفاعة، أما الاستغاثة ففيها شبهة الشرك بالله تعالى.

وقد أمر الرسول ابن عمه عبد الله بن العباس ألا يستعين بغير الله.

قال ابن عطاء الله: أصلحك الله يا فقيه، أما نصيحة الرسول ﷺ لابن عباس فقد أراد منه أن يتقرب إلى الله بعلمه لا بقرابته من الرسول وأما فهمك أن الاستغاثة استعانة بغير الله فهي شرك، فمن من المسلمين الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر ورسوله يحسب أن غيره تعالى يقضي، ويقدر، ويثيب ويعاقب؟!.

فإنما هي ألفاظ لا تؤخذ على ظاهرها ولا خوف من الشرك لنسد إليه الذريعة، فكل من استغاث الرسول ﷺ، فهو إنما يستشفع به عند الله مثلما تقول أنت أشبعني هذا الطعام، فهل الطعام هو الذي أشبعك أم أن الله تعالى هو الذي أشبعك بالطعام؟.

(١) الإسراء (٧٩/١٩) والمقام المحمود الذي يحمده فيه الأولون والآخرون هو مقام الشفاعة العظمى، يقول المفسرون (عسى) في كلام الله سبحانه وتعالى للتحقيق، لأنه وعد الكريم ولأن وعد الكريم محقق فهو لا يتخلف ولا بد من تحقيقه. قال ابن عباس رضي الله عنهما: عسى من الله واجبة تفيد القطع. راجع صفوة التفاسير للشيخ الصابوني (٧٦٨/١٥) بتصرف.

13