دور الْقُرْآن والْحَدِيث
قد سبق لنا الْكَلَام على الدّور الَّتِي كَانَت مُخْتَصَّة بِالْقُرْآنِ وعَلى الدّور الَّتِي كَانَت مُخْتَصَّة بِالْحَدِيثِ حسب الْإِمْكَان وحسبما اتَّصل بِنَا ولنشرع الْآن فِي بَيَان الدّور الَّتِي كَانَت مُشْتَركَة بَينهمَا
دَار الْقُرْآن والْحَدِيث التنكزية
هِيَ شَرْقي حمام نور الدّين الشَّهِيد تجاه دَار الذَّهَب وَرَاء سوق البزوريين الْمَعْرُوف قَدِيما بسوق الْقَمْح
قَالَ ابْن كثير وَكَانَت هَذِه الدَّار حَماما يعرف بحمام سُوَيْد فهدمه نَائِب السلطنة تنكز الملكي الناصري وَجعله دَار قُرْآن وَحَدِيث فَجَاءَت فِي غَايَة من الْحسن ورتب فِيهَا الطّلبَة والمشائخ وَقَالَ أَيْضا وَفِي سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة توجه نَائِب السلطنة سيف الدّين تنكز إِلَى الديار المصرية لزيارة السُّلْطَان فَأكْرمه واحترمه وَاشْترى لَهُ فِي سَفَره هَذَا دَار الْفُلُوس الَّتِي هِيَ بِالْقربِ من البزوريين والمدرسة الجوزية وَهِي شرقيهما فعمر هَذِه الدَّار دَارا هائلة لَيْسَ فِي دمشق دَار احسن مِنْهَا وسماها دَار الذَّهَب وَمر بالقدس حِين رُجُوعه من مصر فَأمر بِبِنَاء دَار حَدِيث فِيهِ وخانقاه ثمَّ لما أَتَى إِلَى الشَّام نقل حواصله وأمواله من دَار الذَّهَب الَّتِي كَانَت دَاخل بَاب الفراديس إِلَى دَاره هَذِه قَالَ النعيمي فِي كِتَابه تَنْبِيه الطَّالِب رَأَيْت فِي قَائِمَة قديمَة تَتَضَمَّن سرد أوقاف دَار الحَدِيث هَذِه فَكَانَ فِيهَا مَا صورته
فِي سوق القشاشين ثَمَانِيَة عشر حانوتا فِي خَارجه وَفِي دَاخله تِسْعَة عشر حانوتا وبحارة الْقصر طبقتان واصطبل وبستان يعرف ببستان البندر وَبهَا مشيخة للإقراء باسم الْبُرْهَان الاربدي ومصرفها مشيخة الْقُرْآن والإمامة مائَة وَعِشْرُونَ درهما وَثَلَاث مشيخات للْحَدِيث لكل وَاحِد مِنْهَا خَمْسَة عشر درهما فِي الشَّهْر وللمشتغلين بِالْقُرْآنِ الْعَظِيم وهم اثْنَا عشر لكل وَاحِد مِنْهُم سَبْعَة وَنصف فِي الشَّهْر وللمعاونين وهم خَمْسَة لكل وَاحِد مِنْهُم سَبْعَة وَنصف فِي الشَّهْر أَيْضا ولكاتب الْغَيْبَة عشرَة
1 / 64