لطيف فِيهِ عَن يَمِين الدَّاخِل حجرَة وَعَن يسَاره بَاب مسدود يظنّ انه بَاب حجرَة أَيْضا لَكِنَّهَا صَارَت حانوتا للبضائع وَالتِّجَارَة وَلها ساحة لَطِيفَة فِي وَسطهَا بركَة مَاء على نمط قديم وهندسة لَطِيفَة وَبهَا مَسْجِد طوله إِحْدَى وَعِشْرُونَ خطْوَة وَعرضه خمس خطوَات وسقفه مَعْقُود بِالْحِجَارَةِ والآجر المتين ومحرابه من الْحجر المحفور المعجن وبالجانب الشَّرْقِي من الساحة حجرتان جديدتان وفوقهما غرفتان مثلهمَا وهما من بِنَاء أهل الْخَيْر بِوَاسِطَة الْفَاضِل الشَّيْخ عبد الْقَادِر ابْن الشَّيْخ أبي الْخَيْر الْخَطِيب وَفَوق دهليزها غرفَة أَيْضا
واقفها ومدرسوها
اخْتلف فِي بانيها وواقفها فَقيل واقفها وبانيها نور الدّين مَحْمُود بن أبي سعيد ابْن آق سنقر التركي وَهُوَ أول من بنى دَارا للْحَدِيث وَقيل أوقفتها عصمَة الَّتِي قيل أَنَّهَا كَانَت زوج السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَهُوَ خلاف الْمَعْرُوف وَفِي طَبَقَات السُّبْكِيّ الْوُسْطَى فِي تَرْجَمَة الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر أَن الْملك الْعَادِل مَحْمُود بن زنكي نور الدّين قد بنى لِابْنِ عَسَاكِر هَذَا دَار الحَدِيث النورية ودرس بهَا إِلَى حِين وَفَاته انْتهى فالباني لَهَا هُوَ نور الدّين وترجمة السُّلْطَان نور الدّين الشَّهِيد فِي الْقسم الأول لَكنا نقُول هُنَا انه توفّي يَوْم الْأَرْبَعَاء الْحَادِي من شَوَّال سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة عَن ثَمَان وَخمسين سنة قَالَ ألاسدي فِي الْكَوَاكِب الدرية فِي السِّيرَة النورية وَكَانَ وقف هَذِه الْمدرسَة قَلِيلا
قَالَ ابْن كثير وَلما وسع الخَنْدَق سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة مِمَّا يَلِي القيمازية خربَتْ دور كَثِيرَة هُنَاكَ وَخرب حمام قايماز وفرن كَانَ وَقفا على هَذِه الْمدرسَة وَغير ذَلِك فَلَمَّا بنى الْأَشْرَف دَار الحَدِيث غربيها شَرط أَن يُؤْخَذ من وَقفهَا ألفا دِرْهَم فتضاف إِلَى وقف دَار الحَدِيث النورية فانصلح حَالهَا وَقَالَ أَبُو شامة فِي الروضتين بنى نور الدّين دَار الحَدِيث ووقف عَلَيْهَا وعَلى من بهَا من المشتغلين بِعلم الحَدِيث أوقافا كَثِيرَة وَهُوَ أول من بنى دَار حَدِيث فِيمَا علمناه
وَأما مدرسوها فهم الْحَافِظ الْكَبِير ثِقَة الدّين أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن الْحسن الْمَعْرُوف بِابْن عَسَاكِر صَاحب تَارِيخ دمشق ثمَّ وَلَده الْحَافِظ الْمسند بهاء الدّين أَبُو مُحَمَّد
1 / 59