وَعلي بن عُثْمَان الصير فِي شَارِح منهاج النَّوَوِيّ والحافظ الْكَبِير شيخ الاسلام أَحْمد بن حجر الْعَسْقَلَانِي وَلما ولي تدريسها استناب قطب الدّين الخيضري الْمُتَقَدّمَة تَرْجَمته فِي مدرسته قَالَه السخاوي وَقَالَ لكَونه امثل أهل الْفَنّ بِدِمَشْق حِينَئِذٍ وَيُقَال انه اسْتَقر بهَا بعد الْحَافِظ ابْن نَاصِر عَلَاء الدّين الصَّيْرَفِي وان ابْن حجر أَخذهَا مِنْهُ انْتهى وَمِنْهُم سيف الدّين أَبُو بكر بن عبد الله الحريري البعلبكي ثمَّ درس بهَا جمَاعَة يطول سرد أسمائهم
وتلاشى أمرهَا إِلَى أَن صَارَت بعد الْمِائَتَيْنِ وَألف فِي حَالَة مَحْزَنَة فاستولت أَيدي المختلسين على دَار مدرسها وَلم يبْق مِنْهَا إِلَّا الحجرات التَّحْتَانِيَّة إِلَى أَن آلت الدَّار لامْرَأَة فجَاء الْعَالم الْفَاضِل الأديب الشَّيْخ يُوسُف بدر الدّين البيباني الشهير بالمغربي وَكَانَ محبا لدار الحَدِيث لما كَانَ يسمع من تاريخها وتراجم كبار المدرسين بهَا وَكَانَ ذَلِك بعد السِّتين وَمِائَتَيْنِ وَألف بِقَلِيل وَلما زارها وجدهَا فِي حَالَة تنذرها بمحو آثارها فهزته الحمية العلمية وجد فِي خلاصها من يَد مختلس دارها فَلَمَّا علمت الْمَرْأَة بذلك آجرتها لرجل مسيحي يُقَال لَهُ يانكو وتبعته غير عثمانية وَكَانَ يَبِيع الْخمر فَجَعلهَا حانة للمسكرات واخذ قسما من مَسْجِدهَا وَهُوَ مَا تَحت الْقبَّة فَفتح لَهُ بَابا إِلَى الدَّار وَجعله مخزنا لدنان الْخمر فاغتاظ الشَّيْخ من ذَلِك وَادّعى لَدَى الْحَاكِم أَن الْبَيْت وقف على مدرس الْمدرسَة واثبت ذَلِك بالبراهين والأدلة القاطعة فَحكم الْحَاكِم بذلك وَأَعْطَاهُ حجَّة بِثُبُوت مدعاه ورام يَأْخُذ الدَّار بِدُونِ عوض وَلَا ثمن فَلم يَتَيَسَّر لَهُ ذَلِك لفقره واحتياجه وَلم يُصَادف مسعفا وَحصل لَهُ بِسَبَب ذَلِك معاكسات فنظم قصيدة طَوِيلَة يذكر فِيهَا الْوَاقِعَة ويهجو من لم يساعده وَهِي طَوِيلَة جدا ووجودها الْآن قَلِيل
وَلما ضَاقَ بِهِ الْحَال خرج من دمشق وَحلف أَن لَا يعود إِلَيْهَا أَو يجد سَبِيلا لضم الدَّار إِلَى الْمدرسَة فسافر إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة فَمر فِي طَرِيقه على رودس وَكَانَ الْعَارِف الْكَبِير الْأَمِير عبد الْقَادِر الجزائري مسجونا بهَا بعد مَا أخرجته فرنسا من الْقطر الجزائري فتعرف بِهِ وزاره وشكى إِلَيْهِ أمره فَسَأَلَهُ الْأَمِير عَن الْبِلَاد الَّتِي دَخلهَا أَيهَا اجمل واحسن للإقامة فَقَالَ لَهُ دمشق فَقَالَ لَهُ أَن قدر الله لي الْخَلَاص لأسكنن دمشق ولاخلصن لَك الدَّار ثمَّ انه سَافر إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة فَاجْتمع بهَا بشيخ الْإِسْلَام وقتئذ عَارِف عصمت بك فتعرف بِهِ وتقرب إِلَيْهِ ونظم هُنَاكَ قصيدة فِي
1 / 30